** قال كوبر، المدير الفنى للمنتخب، إن اللعب فى الدورى يختلف عن اللعب فى المباريات الدولية.. وهذا صحيح جدا، فالمواجهات المحلية أسهل، وغير مختلفة، كما هو حالها على المستوى الدولى. واللعب مع المنتخبات وديا أو رسميا يعنى خوض منافسات مع مدارس جديدة، وتلك المدارس موادها وأساليبها خارج المقرر المحلى، هذا فارق بين مدرسة حكومية وبين مدرسة خاصة فيها لغات، وفيها عدد محدود من الطلبة ومدرس يشرح.. ولذلك نطالب دائما بتنوع وتعدد الاحتكاك لإضافة خبرات لللاعب..
** منتخب الأردن لعب بتنظيم دفاعى ممتاز، وضيق المساحات، وضغط على لاعبينا. وعند امتلاكه للكرة يحسن تبادلها، بينما ظل المنتخب يلهث خلف هدف التعادل. والسرعة فى مطاردة التعادل تحولت إلى عشوائية. ثم إن هناك قاعدة لم نتقنها إلا فى حالات وسنوات قليلة، وهى: «تسلم الكرة. ثم مررها. ثم تحرك ».. ولا أطلب أن يكون المنتخب برشلونة. لكن على الأقل أن يكون منتخبا، من النخبة، فعندما يتسلم اللاعب الكرة يمررها فورا، ويتحرك. والحركة المستمرة تسمح لمن يمتلك الكرة بممارسة الاختيار لمن يمرر وفى أى مركز أو موقع يمرر، وكنت أوضحت ذلك كثيرا بمثال أبوتريكة فى الأهلى مع مواهب الفريق ومع جوزيه.. فكان لحظة امتلاكه الكرة يجد أمامه خمسة أو ستة اختيارات للتمرير.. شوقى، فتحى، فلافيو، بركات، متعب، جيلبرتو، فكلهم ينطلقون جريا إلى الأمام ويصنعون فرصة التمرير..
** الاحتفاظ بالكرة دون تمريرها يكون لثلاثة أسباب، أولا: عدم وجود زميل فى مساحة أمامية خالية.. ثانيا: الفردية والمظهرية والاستعراض.. ثالثا: ثقافة الانتظار لنتيجة الصراع على الكرة بين لاعبنا وبين اللاعب المنافس. فإن فاز بها لاعبنا يبدأ زميله فى التحرك.. فلماذا يبذل جهدا مشكوكا فى نتيجته ؟!
** ليست القضية من لعب ومن لم يلعب. الخسارة أمام الأردن كانت مشكلة فريق وليست أفرادا. يعنى لم تكن بسبب لاعب مكان لاعب. أو لأن مصطفى فتحى لم يسجل، أو لأن حفنى لعب بجوار فتحى. أو حتى لأن كوبر جرب جبهة شمال طلعت شمال.. ليست المشكلة هى رءوف أم عمرو جمال ولا رمضان صبحى بجوار السعيد. ليست القضية أن « أحمد لم يلعب مكان الحاج أحمد.. فكلاهما واحد».. وكلاهما واحد حين يكون الجميع هم المشكلة. حين يكون الفريق هو المشكلة. حين تكون البديهيات غائبة عن الفريق..
** أما التصنيف فله أهمية وحيدة أكررها كثيرا، وهى أنه يحدد موقع المنتخب ضمن المستويات عند إجراء القرعة.. لكن التصنيف ليس دليلا على المستوى. فحين كنا فى يوم من الأيام فى المركز التاسع فى التصنيف، سارع المنجمون فى إعلان أن مصر تاسع فريق فى العالم، وأفضل من إنجلترا وفرنسا وبلجيكا وهولندا كمان.. وكان ذلك تهريجا يباع إلى الجمهور.. تماما كما فاز الأهلى فى يوم من الأيام على ريال مدريد فخرجت مانشيتات تقول : « الأهلى بطل أفريقيا وأوروبا »..
** ولأن التصنيف مهم، ألم يكن من الأفضل ترتيب فراغات ليشارك منتخب مصر فى بطولة الأمم الأفريقية للاعبين المحليين، والتى بدأت فى يناير الحالى.. وتكون فرصة لتجربة لاعبين فى منافسات مختلفة عن الدورى ؟!