إذا رأيت البداية فأنت مشدود للوصول معه للنهاية رغم ان المدة تصل لثلاث ساعات.. وهي الاختصار الفني لثلاث سنوات قضاها الحبيب في محاولات متصلة وصولا لحبيبته. الفيلم اسمه جبل الثلج "cold moantain" ويحكي عن الحرب الأهلية في أمريكا وما أروع قصص الحرب حين يتخللها أو يسيرها حب. البطل والبطلة عاشقان عشق النظرة الأولي بكل سحرها وغموضها وتساؤلاتها وشغفها ويتوقف الحب عند الشغف لتبدأ الحرب والبطل جندي محارب يعيش البطولة.
وحين يصاب ويرقد علي فراش مستشفي يكتشف انه كان مغيبا فقد أعطوه سلاحا وعلما وقالوا له اقتل.. النصف الثاني من أهلك فالحرب بين الشمال والجنوب انه القتال بلا شرف أن تقسم بلدا ومعها أهل وناس.
يفيق الجندي المغوار علي الحقيقة فيقرر الهروب من المهمة.. ويصحو علي دقات قلبه تدعوه للعودة للحبيبة التي تمطره برسائل حب وأغان لها مثل كلمات أغانينا تخرج من بين السطور "وأنا باستناك" تغنيها نجاة الصغيرة وأنا في انتظارك بصوت أم كلثوم والنسمة احسبها خطاك والهمسة احسبها لغاك.. علي كده اصبحت وأمسيت وشافوني وقالوا اتجنيت.
هروب
كلمات شبيهة خطتها الحبيبة وقرأتها الممرضات علي مسمع الحبيب الغارق في دمه.. دفعته للرحلة الشاقة في جبال ومنحدرات وأجواء حرب تمر فيه الجنود ليقتلوا كل فار من المعركة.. ويتشبث البطل بالحياة ليصل لمبتغاه.. وتمر المشاهد بالبطلة التي صارت تعيش وحدها وهي كما عبرت لا تعرف كيف تزرع شجرة انها فقط تجيد فن تنسيق الزهور وتظل علي معاناتها وأملها لتصطحبها ساحرة إلي بئر تري فيه وجه حبيبها تحيط به الغربان فتتأكد انه سيعود ولكن الأمر محفوف بالمخاطر.
وبعد ساعات من قطع انفاس المشاهد الذي صار مهيئا للقاء أكثر من الحبيبين. يجد الجندي حبيبته في لحظة رائعة الفتور.. واللهفة التي تحتاج صحوة وطبيعة بشرية مرصودة بعناية تتأوه ولا تصرخ.. ومشاعر ليست حارة قدر ما هي.. محسوسة وتستمر احداث الفيلم الحاصل علي خمس أوسكار.. ويصل جنود الحرب ليقتلوا البطل ويقضوا علي الحب وتبقي الحبيبة علي حافة البئر المسحورة تري الحبيب ومن حوله الغربان.. فالحب كما الحياة تنهيه الحرب.
متعة
وأدين للفييلم بساعات من الاستمتاع بالفن الراقي.. السامي.. لكن حين ضغطت لأحول القناة وجدت أمامي فتوي من الفتاوي التي يجب ان نسكت صوتها عن شبابنا وصغارنا كي لا نلومهم بعدها ان ضلوا الطريق للدين الحق. الشيخ يقول ان جاع الزوج فله أن يأكل زوجته ويفضل أن يكتفي بعضو واحد أو ان كان جائعا جدا يأكلها واقسم بالله رغم اني لست من رجال الدين ان هذا ليس من الدين.
ارحمونا
لقد بذلت مجهودا لأجمع أولادي وأحفادي للالتفاف بفيلم يعلمهم بفن ان الحرب هلاك.. وكيف كافح الرجل ليصل لحبيبته وأننا بالأمل والصبر نصل لما نحلم وان الحبيب ساعد البطلة لتزرع وترعي وتعيش لكني لم أعرف هل ابكي أو اضحك.. حين علقت حفيدتي الصغيرة.. أكيد البطل كان جعان جدا.. وعمل كل ده عشان يأكل "نيكول كدمان".