مصر عربية وستظل القلب النابض لأمتيها العربية والإسلامية. ومحط أنظار الوسطيين والمعتدلين في العالم كله. وهي بحق أمل الأمتين العربية والإسلامية. بل أمل العالم في نشر الفكر الوسطي وإشاعة روح المحبة والسلام في ربوعه كلها. بعلمائها ومفكريها ومثقفيها وأزهرها الشريف. فما من مؤتمر نشارك فيه إلا ونلمس ونلمح في أقوال ووجوه ونفوس المشاركين ترقبا لعودة مصر إلي مكان الصدارة والريادة في كل المجالات. بل يري كثير منهم أنه لا أمل في مواجهة التحديات دون وجود مصر القوية الرائدة.
لقد أسعدني وأشعرني بالعزة والمسئولية في آن واحد ما ذكره سماحة الشيخ عبداللطيف الدرياني مفتي لبنان في قوله: إننا لا يمكن أن نواجه الإرهاب والتحديات بدون قيادة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية ودار الافتاء المصرية. فهذه المؤسسات هي مرجعيتنا. وما لم تجمعنا هذه المؤسسات فلن نستطيع بمفردنا مواجهة التحديات. لذا يجب أن نعمل معاً وأن تكون لنا مرجعية وسطية هي هذه المؤسسات.
وقد أشعرني بالعزة والفخار ما ذكره وزير الأوقاف والشئون الدينية التونسي الدكتور محمد خليل حين قال: هنيئاً لكم ولمصر بالرئيس السيسي. وأشاد بكلمته التي وجهها للشعب التونسي في الكلمة التي ألقاها سيادته في احتفالات الشرطة بعيدها يوم السبت الثالث والعشرين من يناير 2016م. حين خاطب الشعب التونسي بقوله: أقول لأشقائنا في تونس دون تدخل في شئونهم الداخلية: حافظوا علي بلدكم. ولم تكن شهادة الوزير التونسي الشهادة الوحيدة للسيد الرئيس إنما تبعتها شهادات متعددة كلها تصب في هذا المعني والإطار.
كما شعرت وأنا في صحبة فضيلة المفتي الاستاذ الدكتور شوقي علام والسيد الدكتور اسامة الأزهري والدكتور مجدي عاشور مستشار فضيلة المفتي. والاستاذ الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة في رحلتنا الأخيرة إلي دولة المغرب الشقيقة لحضور مؤتمر مراكش حول "حقوق الأقليات في الديار الإسلامية" بمدي التغير الإيجابي سواء في معاملتنا كمصريين بمنتهي الود والإكرام ورحابة الصدر والفرحة بعودة مصر إلي دورها الرائد في الأمتين العربية والإسلامية بل وفي العالم كله.
كما لا يمكننا أن نغفل الدور البارز الذي تقوم به الدبلوماسية المصرية في الخارج بروح جديدة تتناسب وآمال الشعب المصري وطموحاته وتطلعاته. سواء بالعمل علي إعلاء المصلحة القومية أم في احتضان المواطن المصري بالخارج في صورة ملموسة ربما لم نشهدها من قبل بهذا العمق والاهتمام. حيث تحظي الوفود المصرية الرسمية وغير الرسمية بعناية فائقة من دبلوماسيتنا بالخارج. وهو ما لمسناه علي أرض الواقع سواء من سفيرنا بالمغرب السيد إيهاب جمال الدين الذي لم يتركنا لحظة واحدة منذ أن وطأت أقدامنا أرض المغرب إلي أن غادرناها أم من غيره من السفراء حيثما توجهنا أو حللنا.
علي أن أمل الأمة في مصر ورجالها وقيادتها وجيشها وأزهرها بلا حدود. وهو ما يتطلب أن تكون علي قدر المسئولية في جميع المجالات. وفيما يتصل بالجانب الديني ينبغي أن نعمل علي أن يكون العالم الأزهري استاذاً جامعياً. أم معلماً. أو واعظاً. أم إماماً وخطيباً علي المستوي الذي يليق بمصر وتاريخها وتاريخ أزهرها الشريف فهماً وفكراً وثقافة ووعياً ورؤية ثاقبة.
وإنا لنؤمل في أن تسهم أكاديمية الأوقاف لتدريب الأئمة وإعداد المدربين في بناء جيل من الأئمة المستنيرين المتميزين. ولا سيما في مجال إتقان اللغات الأجنبية والتواصل بها مع أهلها في فهم ثاقب ومستنير للإسلام. وأن نكون مع سائر مؤسسات الأزهر الشريف عند حسن ظن الأمة بنا جميعاً.