بسيونى الحلوانى
لوجه الله .. بكينا علي ضباط الشرطة الشهداء.. وماذا بعد؟!
بكي غالبية المصريين عندما شاهدوا أطفال وأسر شهداء الشرطة خلال الاحتفال بعيدهم منذ أيام. فصور الأطفال والزوجات الأرامل والآباء والأمهات وهم في حالة ذهول وحسرة علي أولادهم.. مؤلمة ومحزنة.
لكن.. بعد الحزن والألم والبكاء.. علينا ان نتساءل: ماذا أعدت وزارة الداخلية من وسائل تأمين لحماية ضباطها وأفرادها؟ خاصة وأن هناك شكوي من العاملين في الشرطة بأن وسائل التأمين غير كافية في كل المواقع وهذا ما يؤدي الي تساقطهم واحداً تلو الآخر علي يد الجماعات الإرهابية التي تخطط وتنفذ عمليات خسيسة تستهدف رجال الأمن أولاً قبل ان تستهدف المدنيين؟
ولماذا لا تستفيد الوزارة من الأخطاء المتكررة التي رصدها خبراء الأمن وأدت الي سقوط المئات من ضباط وأفراد الشرطة علي يد الأرهابيين خاصة بعد الاطاحة بالجماعة الإرهابية من حكم مصر؟
تساؤلات كثيرة طرحت في العديد من وسائل الإعلام المصرية خلال الأيام الماضية بعد سقوط 8 من رجال الشرطة في سيناء والجيزة في يوم واحد بسبب عدم اتخاذ الاحتياطات الأمنية اللازمة في التعامل مع المتفجرات وحيل وأساليب الإرهابيين في اصطياد ضباط وأفراد الشرطة؟
تساؤلات وملاحظات خبراء الأمن حول الاحتياطات اللازمة لحمايةضباط وأفراد الشرطة ينبغي ان تتعامل معها وزارة الداخلية بجدية لأنها لا تستهدف تثبيط الهمم والتشكيك في قدرات رجال الأمن المصري الذين يقدمون تضحيات ضخمة لحماية الشعب من غدر الجماعات الإرهابية ثم حمايةالشعب المصري كله من هؤلاء القتلة والإرهابيين.
وزارة الداخلية بعد أن بدأت عصراً جديداً من الكفاح الوطني ضد الإرهاب يجب ان تواجه كل أشكال القصور الأمني والتي أدت خلال الشهور الماضية الي سقوط المئات من خيرة ضباطها علي يد جماعات إرهابية تستخدم وسائل بدائية يمكن التعامل معها وإفساد مفعولها بسهولة لو التزم الضباط وخبراءالمفرقعات بالاحتياطات اللازمة للسلامة والأمان.
كما أن فلول الإرهابيين يمكن ملاحقتهم قبل تنفيذ عملياتهم الخسيسة خاصة بعد ان عادت الأجهزة الأمنية المعنية بمواجهة الإرهاب للعمل بكفاءة لتطهير البلاد من هؤلاء المجرمين في ظل وجود قيادة مصرية جادة وحازمة ووجود دولة يتعهد رئيسها في كل خطاب أو كلمة له باقتلاع جذور الإرهاب وردع الإرهابيين وملاحقتهم في كل مكان والثأر للشهداء.
***
من هنا لا ينبغي ان نكتفي بالبكاء وذرف دموع الحسرة والندم مع مشهد توديع كل ضابط يسقط في مواجهة للإرهابيين خاصة وان معظم الضباط الذين سقطوا في الآونة الأخيرة كانوا من الشباب الذين تركوا أطفالاً صغاراً يحتاجون الي رعايتهم وتركوا زوجات يعشن حياة صعبة وكئيبة بعد ان ترملن وهن في سن الشباب.
كل ضباط الشرطة الشرفاء يدركون ان العمل في مواجهة الإرهابيين لتأمين الوطن والمواطن ضد جرائم الخونة والقتلة واجب وطني والسقوط في ساحات المواجهة مع الإرهابيين أسمي ألوان الشهادة في سبيل الله.
لكن عندما يسقط شهيد من رجال الشرطة نتيجة أخطاء أو عدم اكتراث بالمخاطر وغياب الوعي الأمني يعيش أهله بل يعيش الوطن كله في حسرة وألم .
***
وهنا لابد ان تتوقف حماقات أدعياء الثورة ومعهم حفنة من الإعلاميين ضد وزارة الداخلية وضباطها وأفرادها وأن يكف هؤلاء عن ترديد السفاهات ضد ضباط وأفراد الشرطة وهم يرون العشرات منهم يتساقطون شهرياً في مواجهات دامية مع الجماعات الإرهابية.
يجب ان يتوقف حفنة الإعلاميين الهائجين عن مهاجمة الداخلية بسبب وبدون سبب فتوجيه الاتهامات العشوائية الي الضباط ليس شجاعة والتطاول علي ضباط الشرطة وتحميلهم مسئولية العنف الذي تشهده البلاد ليس بطولة ولا ينبغي أبداً أن يقدم بعض الإعلاميين المصريين للجماعات الإرهابية والعناصر الاجرامية مسوغات العدوان علي كل من ينتمي لجهاز الشرطة واستباحة دمائهم كما نري ونشاهد كل يوم في كل محافظات مصر.
للأسف.. لايزال البعض يتربص بالشرطة ويتعامل مع ضباط الشرطة علي أنهم وراء كل الجرائم والعمليات الإرهابية التي تحدث في مصر. مع أن الشعب المصري كله عاني أشد المعاناة بسبب غياب الشرطة وانكسارها خلال السنوات الماضية حيث انتشرت جرائم القتل والحرق والتدمير والتخريب في كل مكان. وشاعت الفوضي في الشوارع وازهقت الأرواح البريئة علي الطرق المصرية نتيجة الفوضي المرورية وغياب ضباط وأفراد الشرطة.