حين فشل أعداء الإسلام في النيل منه عن طريق القرآن الكريم وجهوا سهامهم نحو السنة النبوية باعتبارها المصدر الثاني للتشريع. وساعدهم في ذلك أنها لم تكن مدونة في عصر النبي محمد صلي الله عليه وسلم ولا الخلفاء الراشدين كما كان القرآن موثقاً.
ولي كتاب في هذا الاطار بعنوان "المفاهيم المغلوطة المنسوبة للإسلام" تناولت فيه كل المفاهيم والأخطاء المنسوبة للإسلام سواء باتجاه القرآن أو السنة أو سيرة الصحابة رضوان الله عليهم. وأعلم أن المؤلفات وكتب الباحثين والعلماء كثيرة في هذا المجال وجميعها يستهدف الدفاع عن الإسلام أمام سهام الغرب التي تحاول كل يوم النيل من ديننا الحنيف.
وقد أهداني زميلنا طارق متولي مدير مكتب توزيع الجمهورية بالمنصورة كتاباً قيماً بعنوان "تدليس السنة والوضع في الحديث" للباحث الشاب أحمد هلال وفيه يؤكد أن الخلافات السياسية التي وقعت بعد مقتل سيدنا عثمان بن عفان كانت من أهم الأسباب التي أدت إلي انتشار الوضع في الحديث. حيث أطلت الفتنة برأسها لتحصد الغالي والنفيس أرواحاً ودماءً وقيماً ومباديء وانقساماً وتفككاً وانقضاء عهد وبداية عهد نجني ثماره حتي يومنا هذا.
ويري المؤلف أن الأحاديث الموضوعة إنما هي السبب فيما نعانيه اليوم من تعصب بكافة أنواعه الديني والعرقي والمذهبي. وفيما نواجهه من تجرأ علي الإسلام واستخدام المنابر من جانب من لا يخشون الله الذين ينقلون للناس كل ما هو غريب من الكتب الموضوعة والتزوير علي النبي صلي الله عليه وسلم انتصاراً لرأي أو فكرة الدين منها براء.
كما أن التدليس علي السنة كان سبباً في انحراف التفكير والتأويل والكذب باسم الدين وتحويل أدوات التنوير إلي أدوات تجهيل وتضليل. وقد تحقق ذلك وفق حركة ممنهجة لها أهداف محددة ظهر خطرها وآثارها متجردة من كل حياء.
لقد أمتعني الكتاب وأفادني كثيراً خاصة فيما قدمه من تعريفات للكثير من المصطلحات التي نسمعها وربما نرددها ولا نعي معناها جيداً مثل السند والإسناد والمسند وعلم الحديث رواية وعلم الحديث دراية وهما قسما علم الحديث وما إلي جانب ذلك من مفاهيم وتعريفات تتعلق بأنواع متعددة للأحاديث مثل الحديث الضعيف والمضعف والمعلق والمنقطع والمعضل والمرسل والمدلس والموضوع والمتروك والمنكر والمبهم والمدرج وغير ذلك من الأنواع الكثيرة التي لا نعرفها جيداً.
وقد تناول الباحث بالتشريح مائة حديث بالتمام والكمال ليقدم للقارئ وجبة دسمة ومعلومات ثرية حول موضوع الكتاب الذي أدعو الله أن يكون في ميزان حسناته وأن يجازيه الله خيراً فيما يقدمه من معلومات وفيما بذله من جهد ليخرج الكتاب بهذا المستوي العلمي الراقي.