يسرى حسان
أي حاجة- ليست علامة رضا !!!
هللت وسائل الإعلا كلها قومية وخاصة وحزبية حيث لم يعد هناك فارق بينها لعدم خروج الناس إلي الميادين في ذكري ثورة يناير العظيمة وصورت بعض هذه الوسائل الكاذبة الأمر علي انه حالة رضا عن الأوضاع القائمة.. ما أكثر بائعي الوهم في بلادنا.
كنت ممن تحفظوا علي فكرة الخروج وحمدت الله أن مر اليوم علي خير اعتبرت ان الظرف غير مناسب وان هذه الآلية لم تعد فاعلة وان الثورات لا يمكن استنساخها والأهم من كل ذلك فإن الخروج يعني الاستجابة لدعوة جماعة الإخوان اللصة سارقة الثورات.
لم يخرج الناس في ظني لهذه الأسباب ودعك من تهديدات الشرطة وأحمد موسي مندوبها في التليفزيون وعضوة البرلمان الموقرة التي قالت "الدكر يورينا نفسه" فالناس عندما يضجون لن تجدي معهم تهديدات سيخرجون ويأتون علي الأخضر واليابس عندما يصبحون موتي في صورة أحياء سيقولون للموت اتفضل شوف شغلك.
الحاصل أننا نعيش أكبر حركة تزييف للوعي في تاريخ مصر إعلامنا بلا استثناء يلعبها بحماس منقطع النظير لكن لان أغلب القائمين عليه أميون فإنهم لا يدركون ان الناس عندما يقرأون أو يشاهدون أو يسمعون. يبصقون ويمطرون من أنجبوهم باللعنات.. ثم ان أغلب الناس انفضوا عن الإعلام أصلاً وابتكروا وسائلهم الخاصة التي في سبيلها إلي القضاء التام علي هذا الإعلام المزيف التقليدي الغائب عن الوعي والضمير.
لم يكن البقاء في المنازل "حالة رضا" وحتي لو لم ترعبنا الأجهزة الأمنية لسبب في نفس يعقوب ما كان أحد قد نزل لكن الدولة إذا استسلمت لهذا الاحساس الكاذب برضا الناس واستكانتهم تكون قد ضحكت علي نفسها وتكون مظاهر تداعي النظام قد بدأت في الإعلان عن نفسها.. راجعوا التاريخ.
الناس لم يشعروا بأي تغيير مازال الفساد قائماً ومقيماً ومسيطراً مازال اختيار الوزراء وكبار المسئولين يتم حسب تقارير الأمن وليس حسب تقارير الكفاءة - شربيني هلالي نموذجاً فجاً وفاضحاً - مازال المواطنون المتوسطون والبسطاء يعانون شظف العيش ويبيت أغلبهم بدون عشاء مازال اللصوص والفاسدون يرتعون في البلاد علي هواهم بل إن أحداً لو تجرأ وكشف فسادهم ولصوصيتهم يكون قد كتب شهادة نهايته بيده ونواب الشعب جاهزون للذبح متي تلقوا الاشارة.
مازال التعليم منهاراً وينهار أكثر علي يد الأميين والأمنيين والجهلاء وحدث عن الصحة والتموين والكهرباء والصناعة وغيرها ولا حرج وحدث كذلك عن المحليات.. أرفع نموذج للفساد في الكون.
أغلب الناس يثقون في وطنية السيسي ورغبته الصادقة في انتشال مصر من محنتها بعد ان انتشلها من حكم الإخوان الجائر الجاهل المريض.. لكن كل الناس لا يثقون في كل من حول الرئيس.. أما الإعلام قومي وخاص وحزبي.. مقروء ومرئي ومسموع.. فإلي الجحيم.