حسين حمزة
بكل صراحة - انسوا الوظيفة الميري!
في الوقت الذي تبذل الدولة جهوداً جبارة لإنجاز أكبر قدر من المشروعات القومية العملاقة التي يجري تنفيذها الآن في ربوع مصر بسواعد أبنائها المخلصين.. وتوضح الخير الذي يعود علي المصريين منها بعد الانتهاء من تنفيذها وتدشينها.. تبقي قضية البطالة تمثل علامة استفهام.. مما دفع بعض المتربصين والإعلاميين للنفخ في النار من جديد ويتساءل: ما الذي تغير في مصر؟.. كل شيء كما هو.. لا يا سادة.. هذا غير صحيح.. خطط المشروعات والتنمية يتم تنفيذها بسرعة فائقة وأكبر نموذج يؤكد ذلك مشروع قناة السويس الجديدة.. وباقي المشروعات يتم تنفيذها بنفس الحماس والدقة.. تمضي في سباق ساخن مع الزمن لتحقيق الانجازات في أسرع وقت.. وبدأ هؤلاء يتاجرون بقضية البطالة والشباب المتعطل الذي يفترسه الفراغ وتتربص به وساوس الإنحراف.. أقول لهم.. هل كنتم تنتظرون قراراً جمهوريا بتعيين مليون شاب في وظائف حكومية الآن؟.. في الوقت الذي أوضح فيه رئيس الجمهورية أن الأجهزة الإدارية للدولة تعج بسبعة ملايين موظف بزيادة تقدر بستة ملايين عن العدد المطلوب!.. يعني أننا نعاني زيادة رهيبة في أعداد الموظفين.. تكلف الدولة عشرات المليارات بلا فائدة.. ورغم ذلك فإن الدولة تأخذ علي عاتقها قضية البطالة وتعتبر المشروعات التي يتم تنفيذها الآن من موانيء ومناطق صناعية وغيرها بمثابة فرصة العمر لأي شاب ليعمل بها.. وسبق أن أعلن اللواء الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة عن احتياج الدولة لآلاف الشباب للعمل بهذه المشروعات.. وضرب مثلاً بسائق الجريدار الذي يتقاضي ١٢ ألف جنيه شهرياً.. وأعرف شاباً التحق بالعمل كمهندس بإحدي شركات القطاع الخاص بستة آلاف جنيه.. يعني أرقام مغرية جداً تساعد الشاب علي تكوين نفسه وتحقيق أحلامه بسرعة في الاستقرار والزواج.. دون البحث عن السفر للغربة - لكن للأسف حتي الآن - لا أعرف سر عزوف الشباب المتعطل عن الالتحاق بالعمل بهذه المشروعات واغتنام هذه الفرصة الذهبية؟ ولماذا يستسلمون للنوم طوال النهار.. والجلوس علي الكافيهات والنت وهم يعيشون أجمل مراحل حياتهم.. يا شباب مصر بلدكم أولي بجهودكم.. ساهموا في بناء مصر الجديدة وتأمين مستقبلكم.. وانسوا الوظيفة الميري.