منذ فترة انتقدت هنا د. عمار على حسن لبعض آراء لم تكن فى محلها، وانتقادي لعمار لم يكن سوى تقدير لعقليته واجتهاداته، وقد تحدثنا تليفونيا وأوضح موقفه، وأقر بأنه لم يكن موفقا فى توقيت ما كتب.
اليوم أكتب لكى أثمن وأقدر موقف عمار على حسن من تصريحات زوجة الفنان القدير يحيى الفخرانى، المضادة لثورة يناير، والطريف أن زوجة الفنان الكبير والقدير لا تعترف بثورة يناير فقط، بل إنها لا تعترف كذلك بجميع ثورات مصر، ثورة عرابى 1882، وثورة 1919 بزعامة سعد زغلول، وثورة 1952 بقياد جمال عبدالناصر، وتؤكد فى اللقاءات فى برامج التوك شو أن ثورة يناير ليست ثورة، وأن الثورة الوحيدة فى تاريخ مصر الحديث هى ثورة 30 يونيو التى تزعمها الرئيس عبدالفتاح السيسى.
هذا الرأي الخايب الذى لا يستحق الالتفات إليه أو إلى قائله، استفز معظم من استمع إليه بعد تكراره عدة مرات من زوجة الفنان الكبير والقدير الذى نجله ونحترمه ونحبه، وفى كل مرة كانت تخرج فيها وتتقيأ كنا نمرره لأجل الفنان القدير، لكن ما لفت انتباهنا وانتباه جميع من استمعوا إليها، ثوب المفكرة والمؤرخة الذى ترتديه هذه السيدة، ونغمة السخرية والتعالي التى تقدح بها ثورة يناير وثورات الشعب المصري.
عمار على حسن استفزه الثوب والنغمة خلال حديثها فى قناة الحياة مع الإعلامي تامر أمين، طلب مداخلة، ونصب مرآة أمام السيدة، وطلب منها أن تطل على صورتها التي تعرفها جيدا ونراها جميعا، رفض عمار تهكم السيدة من ثورات مصر، وكان منصفا عندما وضع المرآة للسيدة الكريمة وطالبها بأن تطل على نفسها.
عمار استنكر بشدة ادعاء السيدة علمها بالتاريخ، ورفض تماما فكرة أن تتحول السيدة إلى مؤرخة وصاحبة رأى لأنها قرأت كتابين في التاريخ، ونصحها أن تظل في الفن وكتابة السيناريوهات.
ما يلفت الانتباه فى هذا السياق أن معظم الذين يهاجمون ثورة يناير ولا يعترفون بها هم توابع للأجهزة الأمنية، وأغلبهم ممن رفضوا الثورة على الرئيس مبارك وتمسكوا بمكاسبهم خلال حكمه، والطريف أنهم هم أنفسهم الذين يفضلون ثورة 30 يونيو بتوجيهات من الأجهزة، تقربا من الرئيس السيسى.
نقول لكل من يهاجم ثورة يناير ويشوهها: الأجهزة الأمنية لا تكتب تاريخ مصر، ولن تكتبه، قد تدفع ببعض توابعها للتأثير فى الرأي العام، وقد تفتح لهم القنوات والصحف والمناصب ظنا بقدرتهم على تغيير قناعات الشعب، لكن للأسف لن تفلح الأجهزة فى التأثير على كتاب التاريخ، وسوف يرى أحفادكم بعد سنوات طويلة صوركم وحجمكم الحقيقى، ونظن أنه سيخجل مما يراه ويسمعه، لأنه سيكتشف أنكم كنتم مجرد توابع.