الوفد
علاء عريبى
رؤى -بيوت للمشردين
تابعت مساء الخميس الماضي الاقتراح الطيب والجيد الذى عرضه أحد شباب محافظة الشرقية فى مداخلة مع الإعلامي خيرى رمضان، حول بناء مطبخ لتقديم الوجبات الساخنة للمشردين، وقد حكي الشاب «واعتذر لعدم تذكرى اسمه» عن قيامه بالاشتراك مع مجموعة من شباب وسيدات مدينة الزقازيق، بإعداد وجبات ساخنة فى منازلهم وتوزيعها على المشردين، وأكد أن قيمة الوجبات يتبرعون بها فيما بينهم بجانب بعض المتبرعين، وأشار خلال المداخلة إلى أنهم يتجولون مساء فى شوارع المدينة بحثا عن مشردين وتقديم الوجبات لهم.
وحكى خيرى رمضان عن إحدى الجمعيات أو الجماعات «لا أذكر» التى توزع بطاطين على المشردين فى الشوارع، وأذكر أن حملة توزيع البطاطين على المشردين فى الشتاء بدأت قبل سنتين أو أكثر، وشارك فيها العديد من المواطنين، وهى بالفعل من الحملات التى نقدرها ونثمنها، تماما مثل حملة شباب وسيدات مدينة الزقازيق.
وما يهمنا أن نقترحه فى هذا السياق هو إنشاء الدولة بيوتاً لاستقبال المشردين، تقام فى كل حى ومركز على نفقة الدولة، وينفق عليها بمعاونة المواطنين، تكلف الأحياء أو رئاسة المدن بإدارتها تحت إشراف الوزارات المعنية: الصحة، والتأمينات، والداخلية، وغيرها من الوزارات، يستوعب كل بيت حوالى ألف مشرد، على البوابة يترك بصماته وصورته وصورة بطاقته إن توفرت، ويسلم كارتا برقم سريره، فى البيت بعض المشرفين الذين يوجهون الضيف إلى السرير وإلى الحمام للاغتسال بمياه دافئة شتاء وباردة صيفا، ويقدم له مطبخ البيت وجبة عشاء ساخنة، يتيح البيت للضيف الاستحمام والاغتسال، على أن يعرف الضيف بأنه مقابل الإيواء والوجبات والاغتسال، عليه أن يشارك فى نظافة المكان، وغسل الصينية التى يتسلم فيها وجبته، وأن يضع المهملات فى صندوقها، ويرتب سريره قبل أن يغادر البيت، ويشارك فى تحميل صناديق القمامة على العربات التابعة لهيئة النظافة، وفى تنظيف أرضية البيت.
قبل مغادرة الضيف للبيت يتسلم بطاقته من البوابة، ويسلم الكارت الذى حصل عليه عند دخوله، ينفق على البيت من أموال التبرعات وفرض رسم جنيه واحد على فاتورة الكهرباء، تحصل لصالح الحي من أبناء الحي، بالإضافة إلى مساهمة الحكومة، ويسمح للبيت أو لمن يديرونه قبول التبرعات العينية، الملابس، البطاطين، الخضار، الفاكهة، اللحوم، أدوات التنظيف والمطهرات وغيرها مما يستخدم فى البيت، ويسمح لمن يرغب فى البقاء لليوم التالي أن يشارك فى تجهيز الطعام فى المطبخ، أو المشاركة فى تجهيز ما يقدم للضيوف، يقسم البيت إلى أربعة أقسام، أحدها خاص بالأطفال، والثاني لكبار السن ابتداء من الخمسين سنة، والثالث للشباب، والرابع للسيدات، يجهز البيت بتكييفات مركزية باردة وساخنة، وكذلك الحمامات تجهز بمياه ساخنة وباردة، ومناشف وصابون، ومطهرات، ويطلب من الضيف تنظيف الحمام بعد استعماله.
هذه البيوت التى سيتم بناؤها فى كل حى ومركز، بالإضافة إلى أنها ستحمى أهالينا وأولادنا من برد الشتاء وحر الصيف، ومن التشرد والانجرار نحو الجريمة، سوف تتيح للدولة فرصة تكوين قاعدة بيانات عن إعداد المشردين، وأسباب تشردهم، مما قد يساعد فى إعادتهم إلى ذويهم أو تشغيلهم وإبعادهم عن الشوارع وحمايتهم من الانحراف.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف