الجمهورية
لويس جريس
هل الثورة مستمرة ؟
نسمع كثيرًا عبارة ¢الثورة مستمرة¢. فيتخيل البعض أن المقصود هو استمرار العنف والمظاهرات والمواجهات بين المتظاهرين والشرطة. إلا أن الواقع يشير إلي أن للعبارة معني مختلفاً تمامًا. فليست الثورات مرادفة للمظاهرات وأعمال الشغب. ولكنها بعد هدوء الأوضاع تمارس فعلها بأساليب أخري تواصل من خلالها الجماهير المطالبة بالحقوق الضائعة. وتحقيق أهداف الثورة التي اندلعت بسبب أوضاع اجتماعية مختلة.
ولأن الثورات لا تحقق أهدافها دفعة واحدة. بل يظل الصراع قائمًا بين الأفكار والسياسات القديمة التي تعبر عن أصحاب المصالح التي قامت الثورة ضدها. بينما يظل هؤلاء يقاومون حفاظًا علي مكاسبهم. وبين الأفكار الجديدة والسياسات التي تحقق الأهداف التي طرحتها الثورة في مرحلتها الملتهبة "المظاهرات والاضراب".. أنه صراع طبيعي بين القديم والجديد شهدته كل الثورات في التاريخ الانساني.
في الحالة المصرية. نلاحظ أن أصحاب المصالح القديمة. ومن كانوا مستفيدين من النظام السابق الذي أسقطه الشعب أثناء المرحلة الملتهبة من الثورة. مازالوا يطرحون ذات الأفكار التي جعلت النظام السابق يقف في مواجهة جماهير الشعب المتطلعة إلي تحقيق العدالة الاجتماعية. ومن ذلك ما نراه مثلًا من دعوات للعودة إلي الخصخصة "د.عبد المنعم سعيد في المصري اليوم الثلاثاء الماضي". وهي السياسة الاقتصادية التي أهدر بواسطتها النظام السابق ثروات البلد ونقلها إلي حفنة من المستفيدين. بدلا من أن يدعوهم إلي ضخ استثمارات جديدة في الاقتصاد الوطني يعمل علي تعظيم الناتج القومي. وهو ما أدي إلي اتساع الفجوة بين أبناء الوطن وتدهور أحوال الطبقات الفقيرة والمتوسطة. كما أنه لم يحقق التنمية الاقتصادية المطلوبة. وأدي في النهاية إلي اندلاع الغضب الشعبي..والثورة.
أيضًا نشاهد هؤلاء المتشبثين بالماضي يحاولون استعادة ذات الأساليب القديمة في الحكم التي أدت إلي فشل سياسي ذريع. نتيجة انسداد الأفق أمام تحقيق ديمقراطية سليمة تساهم في تحقيق آمال الجماهير العريضة بالمشاركة في حكم وطنهم. ومن ذلك ما رأيناه من محاولات إحياء سياسات الحزب الوطني التي أدت إلي احتكار السياسة لصالح فئات صغيرة مستفيدة من السياسات الاقتصادية المختلة. التي لم تحقق لا التنمية للوطن ولا الرفاهية للشعب. ولأن ¢الثورة مستمرة¢ فان هذه المحاولات تجد مقاومة سلمية شديدة ممن استوعبوا درس الغضب الشعبي. واقتنعوا باستحالة العودة إلي سياسة احتكار الحكم لصالح فئة مستفيدة. وتهميش باقي القوي الاجتماعية في المجتمع.
إنه مرة أخري الدرس المستفاد من كل الثورات التي اندلعت في العالم طوال التاريخ البشري. هو صراع بين قديم يتشبث بمصالحه. وجديد يتطلع إلي تحقيق عدل غائب ومساواة منشودة. ودائما ما يكون النصر للجديد مهما طال الزمن.
لقطة:
¢الإخوان المسلمون حينما تولوا السلطة في مصر كان همهم حل مشكلة إخوان غزة "حماس" بتوسيع قطاع غزة في سيناء. وهذا مشروع أمريكي إسرائيلي في الأساس اقترحه مستشار شارون. وهذه هي وظيفة حماس التي تحافظ عليها إسرائيل حتي الآن. وحماس حاليًا هي التي تحافظ علي التهدئة مع إسرائيل وأي شخص يقوم بضرب صواريخ ضد إسرائيل يقومون باعتقاله وأحيانا اغتياله. فحماس دورها منع إقامة دولة فلسطينية. وتكون خنجرا في ظهر مصر طوال الوقت¢.
من حوار أجرته مجلة الشباب مع السياس المحنك د.سمير غطاس في سبتمبر الماضي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف