المساء
عصام سليمان
بالعقل: ما رأي وزير التعليم ؟!
هل هناك رغبة جدية في تطوير التعليم واعتباره قاطرة التنمية والانطلاق إلي المستقبل الذي نتطلع للحاق به ونحن نملك كل أدواته؟!
السؤال سببه خبر نشرته جريدة الأخبار صباح الاربعاء الماضي يؤكد ان لجنة تطوير المناهج التي شكلتها وزارة التربية والتعليم والمكونة من أساتذة 12 جامعة مصرية سوف تبدأ اجتماعاتها يوم الاثنين القادم ولمدة عشرة أيام في معسكر مغلق بالمدينة التعليمية في 6 أكتوبر حيث تدرس عددا من كتب ومناهج عدة دول منها ألمانيا وانجلترا وسنغافورة لمقارنة ما بها من مواد علمية ورياضيات بمناهجنا الدراسية في مراحل التعليم الأساسي.
استوقفني الخبر وقفز السؤال إلي ذهني لأن المناهج عنصر واحد من عناصر العملية التعليمية التي تدهورت تدهورا كبيرا خلال الأونة الأخيرة ويحتاج الأمر إلي رؤية متكاملة وعلاج شامل يضع نصب عينيه المكان الذي يتعلم فيه أولادنا .. وأيضا المعلم واعداده وتدريبه وتأهيله لكي يقوم بواجبه علي الوجه الأكمل.
الدستور أكد ان التعليم حق لكل مواطن وأن هدفه بناء الشخصية المصرية والحفاظ علي الهوية الوطنية وتأصيل المنهج العلمي في التفكير وتنمية المواهب وتشجيع الابتكار وترسيخ القيم الحضارية والروحية وارساء مفاهيم المواطنة والتسامح وعدم التمييز.. وتلتزم الدولة بمراعاة أهدافه في مناهج التعليم ووسائله وتوفيره وفقا لمعايير الجودة العالمية.
فهل فعلنا ذلك؟!
القضية واضحة وتحدث عنها عدد من نواب البرلمان أذكر منهم: هيثم الحريري وسوزي عدلي ناشد وطارق الخولي أعلنوا أنهم سيتقدمون باستجوابات وطلبات احاطة في مجال العملية التعليمية.. لأن هناك مدارس تجاوز عدد الطلبة داخل الفصول بها 120 طالبا.
كما ان العملية التعليمية بالكامل فاشلة من الحضانة إلي الثانوي.. هذا بخلاف قضية التسرب من التعليم والممارسات غير الاخلاقية عند الطلاب وفقدان المعلمين لمكانتهم وعدم سيطرتهم علي الطلاب!!
كلها أمور تكشف بجلاء إلي أننا في حاجة الي تفعيل الدستور علي أرض الواقع حتي تعود المدارس إلي مكانتها في اعداد وتأهيل أجيال المستقبل باسلوب علمي حديث يواكب المتغيرات والتطور من خلال مناهج حديثة والاعداد الجيد للمكان والمعلم .. كما قلت سابقا.
وهنا أطرح اقتراحا للصديق القارئ د. مجدي السيد لمواجهة تكدس الفصول وندرة الموارد المتاحة للبناء أو عدم توافر الأماكن في المناطق المكتظة بالسكان حيث يقول: لماذا لا نستغل يومي الاجازة الجمعة والسبت بمعني ان يقسم العمل في المدرسة للطلاب 3 أيام و4 أيام بحيث نفتت الاعداد بدوام 3 أيام في الأسبوع لنصف الطلاب و4 أيام للنصف الآخر.. ثم يعدل الأمر في التيرم الثاني.. المجموعة التي كانت تحضر ثلاثة تحضر 4 والتي كانت تحضر 4 تحضر ثلاثة.
وطالما انه يتم تقديم وجبة غذائية فلماذا لا تمتد الدراسة إلي الرابعة مساء.. ولماذا لا تخفض الاجازات الرسمية.. لاننا بصراحة بلد اجازات!!
يقول د. مجدي الاقتراح يحقق الاستفادة القصوي من المباني ولابد ان يتزامن معه تعديل المناهج للابتعاد عن الحشو غير المفيد.. كما تطبع الكتب مرة كل عامين بحيث ترد للمدرسة ثانية.. ومن يرغب في استلام كتب جديدة يدفع ثمنها.
ويري د. مجدي أن المقترح يوفر في الموارد والأماكن فضلا عن ترشيد المناهج.. وبالتالي يمكن تعيين مدرسين جدد وزيادة مرتبات العاملين.. فما رأي د. الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف