علاء عريبى
رؤى -الطلبة المحبوسون بالسجون المصرية
ما الذي نخسره إذا سامحنا أولادنا الطلبة المحبوسين على ذمة قضايا سياسية؟، ولماذا لا نمنح أولادنا الطلبة فرصة جديدة يعيدون فيها النظر والمشاركة فى بناء مستقبلهم ومستقبل البلاد؟، لماذا لا نعيد النظر فى التهم الموجهة لأولادنا الطلبة طالما لم تلوث أيديهم بالدماء؟.
نحن لا نمتلك أية معلومات عن أعداد الطلبة المحبوسين فى السجون المصرية، ولا نعرف حتى الجرائم أو التهم التى وجهت إليهم، والمفترض أن تعلن لنا وزارة العدل أسماء وأعمار الطلبة الذين حكم عليهم فى جرائم سياسية، ونوعية الجرائم التى قاموا بها، والأحكام التى صدرت ضدهم، والمراحل التعليمية التى كانوا فيها، كما أن النائب العام مطالب هو الآخر بأن يكشف عن أعداد الذين مازالوا قيد التحقيق والمحاكمة، أعمارهم، مراحل التعليم، محل إقامتهم، التهم الموجهة إليهم، درجة المحاكم التى يقفون أمامها، والمفترض أن تعلن وزارة الداخلية عدد الطلبة المحبوسين فى السجون المصرية، والفترة الزمنية التى قضوها، والفترات المتبقية لهم.
قبل أيام، ربما أسبوع أو أكثر، نشر عن وزارة الداخلية خبر، ذكر فيه سماح وزير الداخلية للطلبة المحبوسين على ذمة قضايا بأداء امتحانات نصف العام الدراسى، وقيام قطاع مصلحة السجون بالتنسيق مع الإدارات التعليمية بالمدارس والجامعات لقيام الطلبة بأداء الامتحانات فى لجان خاصة، وأكد الخبر أن عدد نزلاء السجون من الطلبة بمختلف المراحل التعليمية المقرر أداؤهم لامتحانات التيرم الأول (3462) من الطلبة بمختلف السجون على مستوى الجمهورية.
وهذا الخبر يكشف عن عدد الطلبة الذين يؤدون امتحانات التيرم الأول فقط، وليس جميع الطلبة، حيث ان طلبة الثانوية العامة لا يخضعون لنظام التيرم، وهو ما يعنى أن أعداد الطلبة المحبوسين فى السجون المصرية يزيد على 3462 طالبا، كما أن الخبر وصف الطلبة بأنهم محبوسون على ذمة قضايا، بمعنى أنهم قيد المحاكمة ولم تصدر ضدهم بعد أحكام نهائية.
خبر وزارة الداخلية لم يكشف لنا عن المراحل التعليمية للطلبة، ولا أعمارهم، والفترة التى قضوها بالسجون، ونوعية القضايا التى يحاكمون فيها، كما لم يوضح الخبر عدد تلاميذ المرحلة الثانوية بينهم، وعدد الجامعيين، وأيضا لم يكشف عن انتمائهم السياسي، هل يتبعون جماعة الإخوان أم أن هناك انتماءات أخرى؟.
خلاصة القول نأمل أن تعيد الحكومة النظر فى التهم الموجهة لأولادنا الطلبة، ويجب أن ننظر لهم بعين الرحمة والرأفة مهما كانت انتماءاتهم السياسية، فهم فى النهاية مجرد شباب، وليس من المقبول أبداً أن نقسو عليهم فقط لأنهم يتبعون جماعة الإخوان، بمعنى أنه لا يجب أن نعاقب جماعة الإخوان فى شخص هؤلاء الأولاد.
ما نعلمه أن جرائم أغلب هؤلاء الطلبة كانت التظاهر داخل الجامعات، وأن بعضهم تعدى على المنشآت واصطدم بقوات الشرطة داخل الحرم، وهذه الجرائم فى ظنى يمكن أن نسامح فيها، وأن نشكل لجان مراجعة فكرية، تتحلى بسعة الصدر والود، وتجلس مع أولادنا وتناقشهم وتستمع إليهم فى جلسات مطولة، وتوضح لهم الصورة الحقيقية للمشهد السياسي والفكري والديني.
هؤلاء الأولاد فى النهاية أولادنا وأملنا فى مستقبل أفضل، ولن نربح كثيرا ولا قليلا من الزج بهم فى السجون، وتخلفهم عن الحياة وبناء المستقبل لمدة سنوات من شبابهم، نكرر ونقول: يجب أن نعيد النظر فى التهم الموجهة إلى أولادنا الطلبة، مهما كانت انتماءاتهم السياسية، ونوعية الجرائم التى قاموا بها، طالما كانت الجريمة غير ملوثة بالدماء، وأن نتسامح ونمنحهم فرصة جديدة للمشاركة فى بناء مستقبلهم ومستقبل البلاد، لن نخسر كثير إذا حاولنا معهم وفشلنا، فالسجون موجودة لن ترحل، ولن ترفض استقبالهم مرة أخرى.