الانجاز الثلاثي الكبير الذي حققه منتخبنا لليد بالفوز بالبطولة الإفريقية والتأهل للمونديال والأولمبياد والذي أدخل الفرحة في قلوب كل المصريين لم يأت من فراغ أو لم يأت صدفة.. فهو كان نتيجة لتخطيط جيد من كل عناصر اللعبة وجهود كبيرة من اللاعبين والمدربين والإداريين ومجلس اتحاد اللعبة ومساندة غير عادية من جماهير مصر الوفية وبدعم غير محدود من وزارة الشباب والرياضة بقيادة المهندس خالد عبدالعزيز.
قد يقول البعض إنه كانت هناك مبالغة في تضخيم هذا الانجاز.. لأنه في النهاية بطولة قارية من الطبيعي أن نفوز بها.. وإن الانجاز الحقيقي هو الفوز بكأس العالم أو بميدالية أولميبية وليس مجرد التأهل.
قد يكون هذا الكلام صحيحاً.. خاصة إذا وضعنا في الاعتبار الفوارق الكبيرة في الامكانات البشرية والرياضية بين مصر وباقي منافسيها خاصة تونس التي واجهناها في المباراة النهائية والتي تمثل لنا في كثير من اللعبات عقدة رياضية.. لكن في الظروف التي نعيشها منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير التي نعاني فيها من مشكلات كثيرة اقتصادية وأمنية ورياضية.. فإن ما حققه منتخب اليد ومن قبله منتخب الطائرة إنجاز حقيقي وكبير.. خاصة أن منتخب اليد فشل في الوصول إلي هذا الانجاز في النسختين الماضيتين.
إن الفوز الغالي الذي حققه منتخبنا علي تونس يستحق الإشادة لأنه جاء علي حساب فريق كبير يمثل بلداً صغيراً في المساحة وعدد السكان.. كبيراً بطموحاته وتفجر طاقات أبنائه في كل المجالات.. وكما قلت إن تونس دائماً تكون منافساً شرساً لنا في العديد من اللعبات خاصة في القدم واليد والطائرة.. لقد عاش الجميع علي أعصابه طوال المباراة النهائية.. حتي الثواني العشر الأخيرة التي حسم فيها الأبطال النتيجة بفارق هدفين وفي مقدمتهم أسطورة اليد المصرية والإفريقية أحمد الأحمر هداف البطولة وأحسن لاعبيها الذي كان أحد أهم صناع هذا الانتصار الغالي والكبير.
شكراً لكل نجوم منتخب اليد الذين أدخلوا البهجة في قلوبنا جميعاً.. شكراً للجمهور المصري العظيم الذي أظهر أجمل وأقوي ما في الإنسان المصري.. وليت جمهور كرة القدم يحذو حذو هذا الجمهور الرائع حتي تعود إلي ملاعب كرة القدم المصرية الحيوية.. وتعود انتصارات وإنجازات المنتخبات والفرق الكروية التي حرمنا منها في السنوات الأخيرة خاصة منتخب الكرة الأول الذي لم يحقق شيئاً منذ انجاز اللقب الثالث علي التوالي في كأس الأمم ..2010 بل فشل في التأهل لكأس الأمم وكأس العالم في عهد هذا المجلس الميمون الذي ننتظر رحيله بفارغ الصبر.
شكراً أبطال اليد.. ويد ما نعدمهما يارب!!