عبد الرحمن فهمى
قصص قديمة لفوزنا بالبطولة
نعم.... التدريب مهم واللياقة البدنية أهم وخطط المدرب لا تقل أهمية خاصة خلال المباراة بعد أن يكتشف المدرب خطة منافسه.... ولكن أهم من هذا كله "اللياقة المعنوية".... الفريق الذي يريد أن يفوز قطعاً سيفوز مهما كان قوة منافسه حتي لو كانت موازين القوي في صالح الفريق الآخر
***
زمان.. مادام القراء يحبون حكايات زمان... زمان... كان مدرب فريق كرة السلة القومي المدرب الرائع من حيث الذي كان يحرز بطولة العالم والأولمبياد رغم أن منافسيه كنا نطلق عليهم "ناطحات السحاب" لطولهم فوق المترين بعدة سنتيمترات!!! خاصة أمريكا وروسيا وألمانيا الشرقية بالذات!! مع القوة البدنية!!!! ومع ذلك كانت مصر تفوز بقيادة البير تادرس وحسين منتصر.... كيف.... ولماذا.... لأن محمد حبيب الذي درس فنون التدريب في أمريكا علي نفقة القوات المسلحة أيام الرجل الرائع اللواء عبدالرحمن أمين رئيس اتحاد القوات المسلحة الرياضي.... بعد إجراء كل التدريبات المتعارف عليها دولياً ومراعاة التوقيتات وخلافه.. كان حبيب له "سحر خاص" علي لاعبيه.... وأيضاً محبة وأخوة غير مسبوقة بين الجميع.... اللاعبون والمدرب وكل العاملين حتي عامل حجرة الملابس كلهم أصدقاء وإخوة.... ثم كلمات "السحر" في تشجيع اللاعبين قبيل نزولهم الملعب مباشرة حتي تمت تسميته ب "حبو المعنوي".. حبو المعنوي هذا كان مجرد جلوسه قريباً من لاعبيه خلال المباراة ويراه اللاعبون بطرف العين خلال المباراة وهو جالس علي كرسيه بجوار خط الملعب.... كان هذا هو نصف الطريق نحو الفوز.
أروي لكم حكاية عن أثر حبو المعنوي علي فريقه؟؟... عام 1949 علي ملعب أرض الجزيرة للمعارض فازت مصر ببطولة العالم علي أمريكا بمعجزة.... كانت أمريكا مستعدة لهذه المباراة النهائية أيما استعداد لتهزم مصر التي "خطفت" كأس العالم من أمريكا في أمريكا أمام جمهورها!!!! رأي حبو المعنوي أن حضور الملك فاروق هذه المباراة سيكون هو الحافز الأكبر لكي "يقاتل" الفريق من أجل الفوز فقدم طلباً للسراي بهذا المعني خصوصاً أن مصر هي حاملة الكأس واستجاب الملك وفازت مصر وأصر الملك علي أن يصافح محمد حبيب "حبو المعنوي" قبل أي شخص آخر!!!
****
الحكايات كثيرة عن "حبو المعنوي".... وأريد أن أعود إلي ليلة أول أمس لكرة اليد.... الليلة لتي لا تُنسي.... ولكن اسمحوا لي أن أروي أيضاً هذه الحكاية والنهاية المأساوية لحبو المعنوي الذي كرمه العالم ولكن ثورة يوليو كان لها رأي آخر!!!!!!
****
كان موعد بطولة العالم التالية بعد بطولة مصر كانت عام 1951 في الأرجنتين.... فإذا باتحاد كرة السلة يعتذر عن السفر "لضيق ذات اليد".... جن جنون "حبو المعنوي" واتصل بوزير الشئون الاجتماعية لأن الرياضة من اختصاصه وهو الممول لها.... دون جدوي.... فذهب إلي إحسان عبدالقدوس في روزاليوسف وروي له القصة.... وأن الموضوع باختصار شديد هو غيرة كل كبار رجال كرة السلة من حبو المعنوي الذي نال شرف عناية وحب الملك له عقب الفوز الأخير.... صدرت روزاليوسف بالقصة كاملة.... مصر تعتذر عن بطولة العالم لكرة السلة بدعوي عدم وجود ميزانية!!!!
سفير الأرجنتين اتصل باتحاد كرة السلة ليخطرهم بأنه عنده تعليمات بقطع تذاكر سفر للبعثة كلها التي ستنزل ضيفاً علي الحكومة الأرجنتينية!!!! وسافر الفريق وفاز بالمركز الثاني بعد تعمد إصابة حسين منتصر خلال المباراة.... وترحيب الإعلام الدولي بمصر ولاعبيه.... وباختصار شديد.... جاءت ثورة يوليو وبعض المسئولين الرياضيين الصغار الذين كانوا يموتون من الغيرة حاربوا "حبو المعنوي" فاتفق مع السودان ليدرب فريقها فهو من سلالة سودانية فهاجر!!!
***
أعود إلي "الليلة الكبيرة".... لماذا فازت مصر علي تونس.... لأن اللياقة المعنوية عند الفريق كانت أكبر من اللياقة المعنوية عند تونس.. وهو درس جديد ولنا عودة.