الأهرام
اسامة الغزالى حرب
كلمات حرة .. التحدى !
ما الذى يقصده د. إسماعيل سراج الدين «بالتحدى»، عنوان كتابه الأخير(اصدار مكتبة الإسكندرية عام 2015)؟ يقول: بأن كانت مواجهة الإرهاب وعنف المتطرفين تحتاج إلى استعمال القوة العادلة.. فإن الفكر المتطرف الذى يولد العنف يجب مواجهته بالفكر.. وهذا هو التحدى! وليس هناك من هو أجدر من اسماعيل سراج الدين برسم الطريق لمواجهة هذا التحدي، فهو أحد المصريين القلائل الذين رسخوا لأنفسهم مكانة دولية رفيعة، عبر مساره العلمى والعملى الحافل الذى بدأ بتخرجه بامتياز من هندسة القاهرة عام 1964 ثم حصوله على الدكتوراه من هارفارد قبل أن يعمل فى البنك الدولى ويصل إلى منصب نائب رئيسه،إلى أن استقال عام 2000 ليعود إلى وطنه مديرا لمكتبة الاسكندرية. «التحدى» كتاب مهم، يحلل فيه واقع وآفاق الثقافة المصرية، ولن أحاول عرض محتوياته هنا، ولكنى أورد بعض فقرات حاكمة توضح رسالة الكتاب.فعن حرية التعبير يقول «بدون حرية التعبير لا توجد الشفافية ولا تتم المساءلة...لا يسمع الصوت المغايرو لا يأتى الجديد...لا بحث علمى ولا اكتشافات تفيد...لاتبنى المعرفة ولا تتقدم المجتمعات». وعن قيم العلوم يقول «تخضع ممارسة العلوم لقيم يلتزم بها ممارسوها بصرامة لدرجة تستحى منها المهن الأخري. تعزز العلوم، التى يقال انها أعظم المشروعات فى تاريخ الانسانية، القيم العلمية، وهي: «الحقيقة، والشرف، والعمل الجماعي، والهدم البناء، والتفاعل مع الآخر، وآليات التحكيم فى المنازعات». وعن دور مصر: إن لمصر دورا محوريا فى الدوائر المتداخلة فى العالم العربى والاسلامى والافريقى والمتوسطي، وان تأخرها فى القيام بهذا الدور الثقافى يدفع ثمنه كل أبناء هذه العوالم المتداخلة. وعن الحاجة لإصلاح الوضع الثقافى الراهن فى مصر... لا يمكن ان نتخيل الطفرة الثقافية المرموقة إذا كانت مصر مازالت مجتمعا لا يحترم العلم والمعرفة، ولا يقدر الخيال والإبداع، ولا يسمح للصوت المخالف و الراى المغاير بان يعبر عن نفسه. «إن هذه الاوضاع تحتاج منا وقفة صريحة مع أنفسنا، وبصفة خاصة مراجعة أوضاع مؤسسات الثقافة والإعلام والبحث العلمى والتعليم والتعليم العالى وإصلاحها جميعا. وهكذا تعود مصر لاسهامها الثقافى المرموق، ونكون جميعا قد قمنا بدورنا فى مجابهة التحدى بالفكر والإبداع».
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف