المساء
عبد الحميد اباظة
بلا ضجيج أنواع الفساد
زاد في الآونة الأخيرة التحدث عن الفساد وضربه ورفضه. وظهرت قضايا فساد عديدة منها المتوقع ومنها غير المتوقع. في كل الجهات وكلها قضايا فساد مالي من رشوة وعمولة واستغلال نفوذ وتربح وغيره.. مع استخدام مصطلحات العصر مثل إهدار المال العام والتربح وغيرها. وكلها تدور في مدار المال. وأنا في اعتقادي أن كل هذا وجه واحد للفساد بمعناه الأشمل وهو محور واحد صحيح مهم وحيوي ومؤثر. لكنه أسهل أنواع الفساد ضربا وإحباطا. لأنه مراقب وهناك مستندات وماليات ودورة مستندية طويلة يسهل معها ضبط الفساد المالي بأنواعه كلها وهو بؤرة اهتمام الدولة وأجهزتها بالكامل. بل ولها أجندة خاصة بها من رقابة إدارية وأموال عامة من دولة وجهاز مركزي إلخ.
ولكن ما شأن وجوه الفساد الأخري العديدة والتي تنخر في عظام وهيكل هذا البلد وتدمره تدميرا ذاتيا باستعراضه نجد أن المؤدي الأول للفساد المالي.. بؤرة الاهتمام ولنستعرض معا. ونسأل ونجيب ونرفع القناع عن وجوه الفساد الأخري في مجتمعنا لم نر بعد ذلك الكثير من أمورنا وهناك تساؤل أليست الشكاوي الكيدية فسادا يرتدي ثوب المثالية. ويختفي خلف حماية المال العام وغيرها من مصطلحات العصر شكوي طويلة غير موقعة تمس شرف الناس وأعراضهم بلا مستند أو دليل. إنما هذا حال كل جبان يؤدي لتداعيات عدة وهي علي سبيل المثال إضاعة الوقت في الرد.
تشتيت الذهن عن الإنتاج إطلاق شائعات يصعب تداويها نفوس ضعيفة تروح لها أليس هذا كله فسادا في المؤسسة والمجتمع.
الغريب رغم أن قانون الشكاوي غير الموقعة وليس بها وقائع محددة. لا تدرس أو يلتفت إليها. وإنما الغريب أنها تأخذ منعطفا جادا للغاية ومتابعة من كل الجهات في وقت نحتاج لكل دقيقة تركيز وجهد لدفع العمل. أليس هذا فسادا وهناك التصفيق والتهليل للمسئول ومن المرءوس لرئيسه حتي بالكذب والنفاق أليس هذا فسادا ونقل الأمور بالكذب للرؤساء وإيجاد جو من التوتر والعنف والقرارات المستمرة. التي تهدد استقرار العاملين والعمل مما يؤدي لارتباك شديد وهبوط في الأداء أليس هذا فساداً "الكذب" والابتزاز ولا أقصد هنا الابتزاز المالي إنما الابتزاز الأدبي مسئول ما يملك آليات للضغط علي البعض يطلب طلبات مرفوضة وغير مستطاعة فبالتالي لا تنفذ يكون المقابل تهديدا ووعيدا للوصول لمسئولين لضرب عنق هذا الشخص لعدم استجابته أليس هذا ابتزازا من فئات بارزة بالمجتمع وأشخاص يفترض فيهم الحماية والأمان ومنع الفساد ومحاربته. أليس هذا فسادا "الافتراء" وهناك أنواع أخري منها الإسفاف واختيار أهل الثقة والأصدقاء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف