الوفد
صبرى حافظ
تسلل -الجمال والقبح
الشارع الرياضي في مصر كان بحاجة ملحة في هذا التوقيت لرسم ابتسامة على وجهه بعد معاناة الخروج المهين لمنتخباتنا الكروية من الصغار حتى الكبار، وزاد الطين بله جماعات ظهرت على السطح لفظها المجتمع وخرجت في شكل جديد تحت مسمى الالتراس لترتع في الأرض فسادا ترهب وتقتل وتعيث في الأرض فسادا، أطلقت يدها بلا حدود جعلت المجتمع يلعن الرياضة ويطالب بتجميد النشاط بدلا من سفك الدماء.
فوز منتخب اليد ببطولة افريقيا والتأهل للأولمبياد وكأس العالم أعطى آمالا عريضة بمستقبل أفضل للرياضة المصرية ودافعا قويا لمزيد من العمل في جميع المجالات. والأهم أنه أعطى صورة جميلة لمصر الحقيقية.. مصر الكرم والعطاء والفخر والإنجاز وأعاد ذكريات الزمن الجميل القريب في امم افريقيا لكرة القدم بالقاهرة 2006.
وبصرف النظر عن النقد من جانب الاشقاء التوانسة بأن الحكم الروسي كان سببا في تتويج الفراعنة بكأس البطولة لانحيازه للمصريين، إلا أن المنصفين من الزملاء الإعلاميين التوانسة غير المغالين والمعتدلين من خلال منظور منطقي ورؤية نقدية بعيدا عن العاطفة أكدوا فيها ان الفراعنة كانوا الأكثر رغبة وطموحا وتجهيزا وأفضلية للفوز بالبطولة ليس في المباراة النهائية فقط وإنما منذ بدا البطولة التي استضافتها القاهرة.
لاننكر أن الجمهور المصري كان العامل الكبير في الفوز ببطولة مهمة بهتافاته التي لم تهدأ والتي زلزلت أرجاء الملعب وجعلت البعض يبكي ويقشعر جسمه ورسم صورة جميلة لمصر الحقيقية القادمة لمركزها ومكانتها الحقيقية.
فرق كبير بين الدموع التي زرفت من عيون الجميع من جماهير ولاعبين ومشاهدين أثناء وبعد المباراة.. وبين دموع زرفت أيضا خلال مذبحتي استادي بور سعيد والدفاع الجوي خلال خلال عام تقريبا.
فرق كبير بين الدموع في المناسبتين باستاد القاهرة السبت الماضي ودموع الحزن على الدماء التي سالت وروت أرض بورسعيد.. تماما مثل الفرق بين اللوحة الجميلة التي رسمها فنان بارع جذابة وأنيقة في كل اركانها وأخرى قبيحة مؤلمة باكية حزينة.
وبات السؤال هل نحن قادرون كمصريين بما رأيناه من جمال السبت الماضي بصورته المتكاملة في روعتها أن نواصل رسم هذه الصورة في أماكن أخرى كل في عمله ومحرابه بمصنعه وحقله ومكتبه ونطوي هذه الصورة القبيحة للأبد.
رسم هذه الصورة الجميلة يحتاج عوامل كثيرة الروح والمثابرة والنوايا السليمة والرغبة في التغيير وهو محك حقيقي بين أن نكون أو لانكون.
أداء المنتخب في لقاءي الأردن وليبيا يثير القلق قبل مباراتي نيجيريا في مارس بتصفيات الأمم الأفريقية وقبل معمة المونديال.
مايزيد من القلق استمرار هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب في تجاربه وعدم الوقوف على القوام الرئيسي. وهاني أبو ريدة المشرف على المنتخب يتحمل أيضا المسئولية والذي بات بالفعل رئيسا لدولة الجبلاية والآمر الناهي بها بما فيها المنتخب الوطني.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف