الأهرام
اسامة الغزالى حرب
كلمات حرة .. ما العمل ؟
راجعوا معى هذه الأخبار التى وردت فى صحف يوم واحد (صحف أمس الاثنين أول فبراير):

*لقى 17 شخصا مصرعهم وأصيب 25 آخرون فى تصادم بين 30 سيارة على الطريق الصحراوى الشرقى عند بنى سويف (وذكرت مصادر أخرى أن عدد السيارات كان 15 فقط!) و أن الحادث وقع بعد تكدس السيارات قرب أحد الأنفاق بسبب الشبورة المائية، حيث أتت سيارة نقل مسرعة وأطاحت بهم!

* أطاح قطار الصعيد رقم 978 المتجه من القاهرة إلى أسوان بسيارة نقل محملة بالركاب فى أثناء عبورها مزلقان قرية البليدة بمنطقة العياط، حيث لقى 7 أشخاص مصرعهم وأصيب 3 آخرون (بسبب سوء الأحوال الجوية)!

*لقى صيادان مصرعهما وأصيب 14 من مركز مطوبس إثر تصادم سيارتى نقل على الطريق الدولى الساحلى قرب رشيد (بسب الشبورة الكثيفة)

*لقى صيدلى من القاهرة مصرعه على طريق العلمين الصحراوى إثر تصادمه بسيارة أخرى.

*تسبب تصادم سيارة و دراجة بخارية على الطريق السريع عند أبو حمص فى وفاة سائق وعامل.

أى أن إجمالى قتلى حوادث الطرق (التى وصلت أخبارها للصحف!) فى يوم واحد الى 29 شخصا وإصابة 23 آخرين. غير أنه من السخف الشديد أن نخدع أنفسنا ونتهم «الشبورة» بالمسئولية عن تلك الحوادث. ولو كان ذلك صحيحا لكانت حوادث الطرق فى بعض البلاد التى يسودها الضباب بشكل مستمر بالآلاف يوميا، ولكننا لم و لن نسمع عن شيء من هذا. الحقيقة المرة هى أن السبب الأساسى وراء الغالبية الساحقة من هذه الحوادث إن لم يكن كلها هو ما سميته «سرطان الإهمال» الذى ينخر فى عاداتنا وسلوكياتنا. لقد استغربنا عندما سارع البريطانيون إلى القول إن سبب سقوط طائرة الركاب الروسية فوق سيناء أو آخر العام الماضى كان هو الإهمال فى نظم التفتيش فى المطارات المصرية، ولكن أليست تلك هى الصورة النمطية التى لابد أن يستخلصها العالم الخارجى من أخبارنا؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف