المساء
خالد امام
وماذا بعد - الشعب.. هو الدستور الأعلي
تستفزني وتحرق دمي اللغة "المايعة" التي يتحدث بها البعض تأييداً أو رفضاً لترشح مزدوجي الجنسية في الانتخابات البرلمانية القادمة.
الأمر ياسادة جد خطير ولا يحتمل "مياصة" بل يستلزم قراراً واضحاً وفاضحاً وصريحاً لا لبس فيه.. وإذا كان الدستور قد ترك بعباراته الفضفاضة هذا الموضوع يحتمل المنع والمنح فإن هناك من هو بمثابة الدستور الأعلي إلا وهو الشعب الذي يرعي مصالح الوطن التي تعلو ولا يعلي عليها.
الشعب هو السيد وهو الذي يمنح ويمنع ويوقف العمل بالدساتير ويعطل القوانين واللوائح ويلغي أي شرعية سواه للصالح العام لأنه أساس الشرعية ومن حقه ان يفرضها ويسحبها متي وممن يشاء.
وأمامنا مثالان مازلنا نعيش ذكرياتهما وتوابعهما وكان الشعب فيهما الفارس الممتطي جواده وشاهراً سيفه.. تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك وخلع الرئيس الخائن محمد مرسي:
* مبارك اعترف من اعترف وأنكر من أنكر - كان في 2011 الرئيس المنتخب من الشعب باكتساح في انتخابات شارك فيها معه 9 مرشحين آخرين.. ومع ذلك فعندما انتفض الشعب ضده في 25 يناير ولأنه رجل دولة يعرف جيداً معني انضمام الجيش للشعب تنحي فوراً.. سواء ما حدث كان انتفاضة شعبية خالصة أو مظاهرات غضب استثمرها الخونة والعملاء في الداخل والخارج لصالح المؤامرة الأمريكية.
* مرسي الخائن الذي انتخبه الشعب أيضاً لأنه كان مجرد مندوب لمكتب الإرشاد في الاتحادية ولا يفهم سوي لغة الحمام والبط والخيانة لم يدرك ما أدركه مبارك عندما انضم الجيش لثورة الشعب في 30 يونيه 2013 والذي احتشد منه 33 مليون مواطن في الميادين والشوارع وراح مرسي يردد خزعبلاته "الشرعية دونها الدم" شرعية أيه يا جاهل والشعب الذي اعطاك الشرعية هو الذي سحبها منك..؟؟
في الحالتين.. كان الشعب هو أبو الدساتير والقوانين والشرعيات.. قراره نهائي وبات.. وإذا قال فلابد أن يستجاب له فوراً.
الآن.. يريد مزدوجو الجنسية السماح لهم بالترشح في الانتخابات البرلمانية..!! ويقيني أن هذا الأمر إذا طرح علي الشعب فأنه سيرفضه تماماً فيما عدا أصحاب الأغراض والأمراض.
بدون تخوين أو افتئات علي أحد.. كيف يسمح لإنسان يحمل جنسية بلد آخر أن يطلع علي أسرار الدولة وموازنتها وتسليحها وخطط التنمية فيها وأن يحاسب رئيس الدولة والحكومة بحجة أنه مصري أيضاً؟؟.. ولمن سيكون ولاؤه إذا تعارضت المصالح ونحن جميعا بشر.. لمصر بحجة المولد أم للبلد الآخر بحكم الاقامة والحياة الرغدة ومصالحه الشخصية..؟؟
مزدوج الجنسية يمكنه أن يخدم مصر مادام هذا هو هدفه بطرق أخري كثيرة مثل أن يستثمر أمواله فيها لدعم الاقتصاد القومي أو أن يكون وسيطاً بين مصر والدولة التي يحمل جنسيتها بجانب مصر.. لكن أن يتولي مناصب حساسة أو نيابية أو عسكرية أو أمنية أو دبلوماسية.. فلا.. ومليون لا.. وإلا فلماذا لم تعطوا نفس الحق لمن يريد أن يترشح رئيساً للجمهورية..؟؟
عموماً.. فلننتظر حكم الدستورية العليا بعد غد في الطعون المقدمة في هذا الشأن.. وبعدها سيكون لكل حادث حديث ولو أدي الأمر إلي الاحتكام للشعب من خلال استفتاء يمنع مزدوجي الجنسية من الترشح.
ولله الأمر من قبل ومن بعد
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف