المساء
محمد جبريل
ع البحري - مركز هدي طلعت حرب
إذا كنت من سكان القاهرة. أو من المترددين عليها. فلعلك قرأت ـ قبل أربعة أعوام ـ لافتة مشروع البنايات التي كان يجري إنشاؤها في نهاية شارع رمسيس. بالقرب من مستشفي الدمرداش.
كانت اللافتة تشير إلي بنايات مركز لأمراض القلب ـ تحت التشييد ـ علي نفقة السيدة هدي طلعت حرب. وهو اسم يستدعي دور أبيها الراحل العظيم طلعب حرب. مفجر النهضة الاقتصادية في مصر الحديثة. من خلال بنك مصر ومؤسساته.
ظلت اللافتة في موضعها علي واجهة مشروع البنايات. نتعرف من خلال عمليات الإنشاء. إلي ملامح البنايات الضخمة. وأن صرحاً طبياً يستكمل مقوماته. ليمثل إضافة إلي المستشفيات والمراكز الطبية في المنطقة.
المفاجأة السخيفة. عندما رفعت لوحة هدي طلعب حرب ـ عقب رحيلها ـ واستبدلت بها لوحة باسم المهندس محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق. الذي قدم نفسه متبرعاً بتصميمات المركز الطبي الجديد.
لم يكن ثمة ما يبرر رفع اسم صاحبة المشروع. والمتبرعة بتكاليف إنشائه من الألف إلي الياء. ليستبدل به اسم مصمم الإنشاءات ولا ندري إن كانت تلك التصميمات مجانية. أم مدفوعة الأجر!
قيل إن الخطوة التالية لوقاحة التصرف. هي وضع اسم قرينة الرئيس الأسبق مبارك علي بنايات مركز القلب حيث افتتاحه.. وهو ما حدث في الكثير من المنجزات التي نسبت إلي ثنائي الحكم آنذاك ما تبرع به مواطنون. أو كانت بأسماء شهداء ورواد أرادت مصر أن تعبر عن تقديرها لإسهاماتهم.
الثورتان المتعاقبتان بدلتا أوضاعا كثيرة. غابت فوضي نسبة معظم المنجزات إلي من لا صلة لهم بها. ورفعت لوحة مصمم ماكيت المركز. استبدلت بها لوحة أخري باسم مركز القلب. وهو الاسم الذي يطلق الآن علي المركز الضخم الذي لم يكن. لولا المبادرة الخيرة لهدي طلعت حرب.
لعل أبسط مظاهر التكريم أن نطلق اسم هدي طلعت حرب علي هذا الصرح الطبي الهائل وإذا كانت البلطجة ونكران الجميل وسلب الحقوق والإساءة إلي القيم. سمات حكم ما قبل 2011. فإن من حق ذكري هذه السيدة الرائعة التي شكل تبرعها امتداداً لمآثر والدها العظيم.. من حق ذكري هدي طلعت حرب أن ننسب إلي صاحبتها تصرف النبالة. فلا يدعيه من ألفوا السطو علي مكتسبات الوطن!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف