الوفد
محمد الشرايدى
حزب الشباب
حسناً ما فعل الرئيس السيسى مساء أمس الأول بمداخلته التليفزيونية مع الإعلامى عمرو أديب وبرنامجه الشهير القاهرة اليوم، وعندما يقر أكبر منصب سياسى فى مصر بأننا لم نستطع التواصل والاتصال بشكل إيجابى مع الشباب الغاضب، فهذه أولى الخطوات السليمة ليخرج الوطن من هذه الأزمة المكتومة، والرائع أن يعترف الرئيس بأن المشكلة فينا نحن كبار السن، وأننا فشلنا حتى الآن فى التواصل والاتصال مع هذا الشباب الغاضب، والذى فقد الثقة فى عالم الكبار والعواجيز، رغم أننا نعلم وندعى أن مجتمعنا ودولتنا تمثل أكثر من ٦٠ فى المائة من الشباب، ومع هذا لم ننجح فى فهم الشباب ولم نستطع التواصل والاتصال بهم، وبهذا المنهج الجديد الذى ينهجه ورؤية السيسى فإنه يضع الدولة والنظام والشعب بكل شرائح أعماره على الطريق السليم لفتح وبناء المستقبل السليم والواضح.
وبما أننا ومنذ زمن الفراعنة العظام وحتى محاولات السعى لبناء دولة ديمقراطية فإن أسس وأعمدة الدولة العميقة هى التى تفتح الطريق للخوض فى دروب المستقبل، ولا مستقبل لهذا الوطن بدون شبابه الغاضب، وإذا كان هذا الشباب هو الذى أشعل ثورة يناير وأوقد شعلتها على صفحات التواصل الاجتماعي، فإننا أى الكبار أخذنا منهم هذه الثورة، وسلمناها للتطرف الدينى، وعندما قرر الشعب التخلص من دعاة التطرّف الدينى وأعدناها الى مسارها الطبيعي نسينا أو تناسينا هؤلاء الشباب، ولم نسلمهم الراية ادعاء بعدم النضج أو قدرتهم على إدارة البلاد، وهنا سقطنا فى حجر مبارك ونظامه رغم النوايا الحسنة للرئيس السيسى وتطلعاته لمستقبل واعد ومشرق لمصر المحروسة.
ولكن بهذه الصراحة الشجاعة من الرئيس فانه مطالب بترجمة وتصدير عجزنا فى التواصل مع الشباب الى الشباب أنفسهم ليساهموا فى حل ما فشلنا فيه، ودعوته لعشرة من الشباب (الألتراس) ليطلعوا ويروا ويحققوا فيما حدث فى استاد بورسعيد منذ ٤ سنوات، بداية إيجابية تضع الشباب على الطريق السليم لعودة الثقة، والتحقق مما فعلنا تجاه قضية مؤلمة مازالت تحفر الآلام فى عظام هذه الأمة، وهذه الانطلاقة التى فتح أبوابها الرئيس السيسى لابد أن يتبعها حفز وتحفيز بعد ان ندخل مراحل عودة الثقة المتبادلة بين الشباب والدولة والمجتمع أن نسعى لاندماج الشباب فى الحكم والسياسة، وأن نتعلم من تجارب تمرد، وأن يكون هؤلاء الشباب العشرة نواة لحزب سياسى للشباب، وأن نتعلم من تجاربنا السابقة فى منظمة الشباب وان ننظر حولنا فيما يفعله العالم لكسب شبابه وجعله فى مقدمة الراية وطبيعة المجتمع والدولة، وآن الأوان أن نرى شباباً يقودون البلاد، وإذا تشكل حزب الشباب بالشباب وليس بأى أجهزة سيادية أو رجال أعمال، فسوف نرى الشباب ينخرط فى الحياة ويتحمل المسئولية، ويحتل أكبر المناصب، ويكون لدينا وزراء شباب ورئيس وزراء منهم، ويتم بالتدريج فى عملية الإحلال الطبيعي ليقود الشباب البلاد نحو مستقبله ومستقبل البلاد.
إنها لحظة صدق مهمة استطاع بها الرئيس ان يضع يديه على صلب مشكلة من أهم المشاكل التى تعيق تحركنا نحو الغد، فعلينا أى الدولة والمجتمع الإسراع بالاستفادة منها، والسعى السريع نحو بناء مصر الجديدة بالشباب، ولن تتقدم مصر او تنهض بدونهم، ومن الآن وصاعداً علينا بتسليم الرايات لهم بحب وثقه فيهم وتمكينهم من المسئولية والقيادة، وأن نرى الشباب يثق فى الواقع ويشارك ويتحرك فى الحياة السياسية والانتخابات، والمحليات هى أقرب تجربة انتخابية يجب أن يكونوا فيها حتى يستطيعوا المشاركة والقيادة، وأن نعترف بأنه
آن الأوان أن نعطيهم ونسلمهم أعلام القيادة طواعية وبحب حتى لا نبكى على اللبن المسكوب، وتحيا مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف