عبد الرحمن فهمى
هل تستمر أفراحنا الرياضية؟!
لقد انتزعنا الفرحة من فم الأسد.. وفرحة الحزين تساوي الدنيا كلها.. وليس غريباً أننا هزمنا تونس "وحش القارة في كرة اليد".. سبق أن هزمنا أمريكا "ناطحة السحاب" في كرة السلة أكثر من مرة في الخمسينات وهزمنا ألمانيا "2/1" علي ملعب الأهلي "قبل بناء الاستاد" بعد أن فازت المانيا ببطولة العالم في سويسرا وحققت معجزة.. هزيمة المجر في المباراة النهائية بقيادة بوشكاش.. وتعادلنا مع يوغوسلافيا بطلة أولمبياد 1960 "3/3".. وطلبت يوغوسلافيا مباراة ثأرية كما يسمونها عادة فلعبنا علي استاد الإسكندرية ونزل الديبة ربنا يعطيه الصحة نزل كابتن للفريق بدلا من أحمد مكاوي فجن جنون الجماهير والهتاف مع التصفيق بالايدي والكراسي وتعادلت مصر للمرة الثانية "3/3" أيضا عن طريق الديبة والضظوي!!.
***
هنا.. جملة اعتراضية
نصحت المرحوم الجوهري بأن ينزل أحمد الكاس كابتن في مباريات الفريق القومي التي تقام بالإسكندرية.. فقال لي رحمه الله: أنه يخشي أن يغضب حسام حسن!! وهو الهداف الذي نعتمد عليه!!
***
ولماذا أكتب هذا الكلام اليوم؟!
لأننا علي أبواب أولمبياد ريودي جانيرو بالبرازيل.. لذا أقترح علي خالد عبدالعزيز أن يتفرغ الجميع لهذه البطولة محل أنظار العالم كله.. طول عمر الرياضة في العالم كله لها عيد واحد كل أربعة أعوام هو الاولمبياد حتي أن الملوك والرؤساء يحضرون هذه الأولمبياد التي كانت المنافسة فيها علي أشدها.. فاللاعب يعلم جيداً أن المتفرجين هم سكان الكرة الأرضية بما فيهم الملوك والرؤساء.. الدول زمان كانت تدرس نتائجها بعد انتهاء الأولمبياد وتستعد للأولمبياد القادمة بعد أربع سنوات.. تستعد من ساعة وصولها إلي أرض الوطن.. كانوا يعتبرون أن الأولمبياد هي مقياس تقدم الأمم ومدي حضارتها.
***
وكانت المفاجأة الكبري زمان هي ألمانيا الشرقية قبل هدم سور برلين وتوحيد الدولة.. كانت ألمانيا الشرقية من أفقر دول العالم وكان سكانها يهربون إلي الضفة الاخري لمجرد أن يأكلوا!!!
هكذا كانت المجاعة في ألمانيا الشيوعية.. ومع ذلك هي المنافس الخطير لروسيا علي المركز الثاني.. كانت ألمانيا الشرقية تخسر أي مباراة بصعوبة كبيرة.. قررنا في مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة محمد أحمد أن نرسل المرحوم الدكتور خطاب إلي ألمانيا لعله يكتشف سر هذا التفوق الرياضي في بلد لا تجد رغيف العيش!! اتضح أن ألمانيا الشرقية علي قدر تأخرها اجتماعياً في ظل النظام الشيوعي متقدمة جداً علمياً وتكنولوجيا.. فيها خير علماء ألمانيا اخترعوا آلات وأدوية خير من أي جيمنزيوم في أي دولة في العالم.. مثلا هناك آلة تشبه الميزان تقف عليه فيتضح مدي اللياقة البدنية بالتفصيل الممل ومقياس دقيق لكل عضلات الجسم.
قررنا إنشاء "المركز الأولمبي" بالمعادي!!!.. تصوروا منذ متي؟!! علي العموم.. لن نبكي علي اللبن المسكوب.. خاصة إنني علمت أن الوزير خالد عبدالعزيز قام بإعادة المركز إلي سابق عهده.. وأصلح الفندق المخصص للاعبين.. وهناك عناية كاملة بالمركز بعد طول إهمال.. تعالوا نركز في خلال الاسابيع القادمة علي الفرق والابطال الذين يمكن أن يحرزوا ميداليات أو حتي مراكز متقدمة.. الدول تستعد منذ أربعة أعوام فلا أقل من أن نركز علي المبشرين خلال هذه المدة القصيرة.
***
حكاية هامشية:
في نفس الشهر الذي وصلت فيه آلات ألمانيا ذهب المرحوم ناصف سليم إلي المعادي ووقف علي الميزان الرهيب الذي يقيس كل العضلات.. من باب الضحك والفكاهة قال لنا الدكتور خطاب أن الجهاز الألماني صرخ ونطق!! وقال: شيلوه من فوقي!! كانت أيام لا تعوض!! رحم الله الجميع.