محمد فؤاد
ع الطريق- متي يكون قراراً نهائياً؟
"صراع غاز المتوسط". بين القاهرة وتل ابيب. هو صراع بدأ بعدما توقف ضخ الغاز المصري لإسرائيل. مما تسبب في أزمة كبيرة لوزارة الكهرباء الإسرائيلية التي كانت تعتمد عليه لإنارة مدنها. ومن ثم كبدها خسائر هائلة.
في ثنايا ذلك الصراع. تكتشف إسرائيل احتياطياً يكفيها لمدة 25 سنة. فضلاً عن تصدير 40% منه. في الوقت الذي قل فيه غاز مصر مما اضطرها إلي استيراده من الخارج.
وضعت إسرائيل. مصر نصب أعينها لتكون مشترياً رئيسياً لغازها. لكونها البوابة الوحيدة له لأنها تمتلك محطات إسالته في دمياط ورشيد. غير أن اكتشاف حقل "زُهر".. أكبر الحقول في العالم عزز من وضع مصر. نظراً لاحتوائه علي 30 تريليون قدم مكعب. فبات مدمراً لآمال "تل أبيب" ومجهضاً لأحلامها في تصدير غازها!!
كل ما سبق ذكره وسرده انما يجرنا للحديث عن الصفقة الوهم التي تلف إسرائيل حولها وتدور. ففي الوقت الذي تعلن فيه وزارة البترول المصرية. عن توقف المفاوضات بين الجانبين. فإن إسرائيل تعلن منفردة من جانبها عن بدء تنفيذ بيع 5 مليارات متر مكعب من الغاز بقيمة 12 مليار دولار لمدة 7 سنوات!!
ولكن لماذا توقفت الصفقة؟!
تأتي الإجابة. في ثنايا السطور التالية. والتي تكشف ابتزاز إسرائيل لمصر. فلقد لجأت للتحكيم الدولي. وقضي لها بما قيمته 1.76 مليار دولار. تدفعها مصر عوضاً عن سعر الكهرباء!!
إسرائيل تحاول بشتي الطرق. إعادة مصر إلي طاولة المفاوضات. لإنها خيارها الوحيد. لرخص التكاليف بينهما. وبعد ان ظهرت صعوبة تصديره إلي أوروبا عبر قبرص واليونان. نظراً لارتفاع تكاليف الخط والتي تبلغ 2 مليار دولار. ولطول المسافة بينهم وعمق المياه!!
كما انه يصعب تصديره إلي تركيا عبر أنابيب تمر بمصرخوفاً من تفجيرات داعش. اضف إلي ذلك انخفاض السعر العالمي للنفط. وقرب إنتاج حقل "زُهر" الذي سيبدأ في 2017 بينما سيسري تنفيذ الصفقة بداية من ..2019 كما انه لابد من موافقة البرلمان تحسباً لغضبة الشعب المصري!!
إن كان يحسب للرئيس عبدالفتاح السيسي. قراره الحازم في عدم استئناف المفاوضات بين القاهرة وتل ابيب. إلا إذا تنازلت إسرائيل عن قضايا التحكيم الدولي. غير انه في تلك الحال سيكون قراراً معلقاً. ستزول آثاره إذا قبلت إسرائيل بشروط مصر!!
لقد كنا نتمناه قراراً نهائياً وحاسماً. خاصة ان الخبراء يرون ان الشحنات الإسرائيلية لن تسد العجز البالغ 800 مليون قدم مكعب يومياً. مقارنة بالشحنات الروسية والجزائرية. التي كانت سبباً رئيسياً في حل أزمة الظلام في مصر بالصيف الماضي.