محمد فودة
من الواقع - التعديلات الوزارية.. والأمن ما هو دور إبراهيم وجمال الدين؟!
نودع وزراءنا الذين تم تغييرهم في التعديل الجديد الذي جري بالأمس بالشكر علي ما بذلوه في خدمة وطنهم - حسب طاقة وقدرة كل منهم - ولاشك أن كل واحد منهم حاول أن ينجز قدر استطاعته ويبذل أقصي ما عنده.. ولكن ربما كانت المهمة الموكلة لأي منهم أصعب كثيراً من أن يقوم بمسئولياتها علي الوجه الأكمل.
مصر تمر بمرحلة عصيبة في تاريخها.. ولا أبالغ إذا قلت إن هذه الفترة ربما تكون أخطر من الحروب الصريحة التي خاضتها في أعوام 1948 و1956 و..1967 ثم حرب أكتوبر 1973. وهي الحروب التي خاضتها مع إسرائيل ودول العدوان الثلاثي.. حتي تحقق لها النصر في الحرب الأخيرة.
لاشك أن اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق لم يكن ينام الليل من هموم الأمن الملقاة علي عاتقه.. والرجل بذل الكثير من الجهد والعمل وكاد يلقي مصيره علي أيدي القتلة الإرهابيين.. وتقديراً لدوره لم تتخل عنه الدولة وعين مستشاراً لرئيس الوزراء لشئون الأمن.. بالإضافة إلي مستشار آخر لرئيس الجمهورية في نفس المجال وهو اللواء أحمد جمال الدين.
لعل الرجلين.. بحكم سابق خبرتهما يجتمعان معاً ويقدمان حلولاً غير تقليدية وغير عادية لمواجهة مشكلة الإرهاب في مصر.. وهناك الكثيرون من وزراء وخبراء استراتيجيين لا يشك أحد في مدي حبهم لمصر يستطيعون تقديم الخطط التي يواجهون بها ما تمر به البلاد من تربص يحيق بها من كل جانب.
لا أقول شيئاً جديداً إن هناك فعلاً دولاً كثيرة تضمر الشر لمصر.. ويعز عليها أن تراها بلداً مستقراً طموحاً يحقق أبناؤها من التنمية ما يعود عليهم وعلي الشعوب المجاورة من الانطلاق الذي يكفل لهم المعيشة الكريمة.
نحن لا نريد أن نتهم أحداً من غير الدول المعروفة لنا جميعاً.. ولكن هناك إلي جانب هذه الدول دول أخري لا ترفع شعار العداء صراحة لمصر.. ولكنها تعمل بوسيلة أو أخري علي خنق هذا البلد بأية وسيلة!!
فالإرهاب المتنامي الذي نشهده هو الظاهرة الزاعقة للعيان وللأسماع.. فهناك إلي جانب ذلك منظمات تحمل مسمي "منظمات حقوقية" هدفها نشر الأكاذيب عن هذا البلد الذي عرف بالتزام مواطنيه عبر آلاف السنين.. وهناك دول أخري تعمل باستماتة علي حرمان مصر من حقها في مياه النيل.. وهم يتمنون أن يأتي اليوم الذي يرون فيه هذا الشعب يموت عطشاً والعياذ بالله.. بل يتمنون أن تضطر مصر أن تدافع عن حقها هذا بقوة السلاح.. وعندئذ ستدخل المنطقة كلها في بحر من الدماء وبلا نهاية.
الخطر يأتينا من كل الجوانب.. وما لم يتنبه الشعب لعمق وأبعاد هذا الخطر ويقاومه بكل عنف وقوة ويقاومه بكل يقظة وحس وطني فإن الفوضي لن تقتصر علي مصر وحدها. وإنما ستسير بالشكل الذي خطط له المتآمرون.
كنا نتمني أن تكون منظمة "حماس" أكثر وطنية بالنسبة لشعب غزة.. وتعرف أن أبناء هذا القطاع هم أبناؤنا واخوتنا.. ولكن ماذا نقول لهذه المنظمة التي كنا نحترم قائدها الشهيد أحمد ياسين ونقدره ونجل كفاحه بعد أن أصبحت غزة هي إحدي البؤر الإرهابية التي ينطلق منها التكفيريون إلي أرض مصر.. وإلا فليقولوا لنا لماذا تم حفر آلاف الأنفاق بين القطاع وغزة تحت إشرافهم وجعلها ممراً للإرهابيين الذين يعيثون فساداً في سيناء!!
كل ما نرجوه أن يحقق الوزراء الجدد خطط مصر الطموحة للمستقبل وألا يثير البعض منهم الفتن مع بعض المثقفين ومؤسسة الأزهر.
والأيام بيننا حتي يتشكل مجلس النواب الجديد.