سهير جودة
ثقوب فى الثوب المصرى (1-2)
هل نوايا وأداء ورؤى وطموحات الرئيس تسير فى اتجاه بينما أغلب مؤسسات الدولة تقف فى الضفة الأخرى من النهر؟
هل بداخل هذه المؤسسات من يبدع ويجتهد فى اكتساب عداوات ضد الدولة سواء عن جهالة وخبل وانعدام الإدراك والتقدير أو من يعمل عن هوى إخوانى ولديه أهداف ومصالح أخرى لهدم الدولة من داخلها؟
الخذلان للوطن وللرئيس أكبر الخيانات ونحن نعيش مرحلة الخذلان، وثمة مؤامرة تتضح معالمها وملامحها فى أحداث يومية. وعلى كثرة وجوه المؤامرة فجميعها قبيحة وترمى بشر الأذى، بدءاً من الانشغال بالتوافه وإنفاق الوقت وإهداره فى النميمة والصراعات التى تؤدى بنا إلى مصرع البناء والرقى والأخلاق وأدعياء دين لا يعرفونه وأدعياء أخلاق وفضيلة ذهبت أخلاقهم، وممارسات أمنية تتشابه مع عقم وقمع المؤسسات الدينية.
اعترافات الرئيس، فى تصريحاته لعمرو أديب، بأن الدولة لم تجد سبيلاً جيداً للتعامل مع موضوع الألتراس وغيره من الموضوعات وأننا نعيش فى أشلاء دولة منذ عام 1967 وأن هناك محاولة لتفكيك الدولة بطريقة بطيئة، هى اعترافات أصابت كبد الحقيقة. وهناك فريق من داخل الدولة الآن يقوم بهذا التفكيك ويساعد الآخرين فى مهمتهم، أبرز هذه المساعدات يتمثل فى بعض ممارسات المؤسسات الدينية والأمنية والقضائية.
تصريحات الرئيس تطرح أيضاً تساؤلات عدة: هل يوجد فى الدولة من يخاطب الناس، من يشرح لهم ما استعصى عليهم ويشبع حاجاتهم للشرح والاطمئنان والثقة؟
وهل يوجد فى الدولة باستثناء الرئيس من هو قادر على الشرح والإيضاح وامتلاك الحس الشعبى؟
الإجابة لا تحمل سوى النفى. وفى ظل هذا الغياب لخطاب الدولة يصبح أصفار بشر وأشلاء فكر نصبوا أنفسهم متحدثين باسم الدولة وهم فريق متنوع يسىء إلى الدولة والخسارات جسيمة.
وبعض رجال الدين من أبرز هذا الفريق، فهم لا يفرقون بين الدين وبين الفكر والاجتهاد. وربما لا يعرفون الفرق فقد تدربوا على ملكة الحفظ والتلقين، ولم يسطع التفكير بنوره فى عقولهم فقدسوا ما لا يُقدس فترتعد فرائصهم عند الخروج على نص ما يحفظون ويتصورون أن الدين كيان هش سيهتز بالعلم والتفكير وكل من أعمل عقله من المجتهدين والمفكرين عبر التاريخ يجب أن يُحاربوا ويُحجبوا وعندما يأتى من يجتهد فهو آثم قلبه وقوله ومن ينقب عن هذه الاجتهادات وينقلها فهو كافر وجب عليه الازدراء والسجن. وما حدث لإسلام بحيرى نموذج صارخ على إهانة الدين والفكر والقانون ولكنهم لا يرون فيخذلون الوطن ويخسر بهم.
ويتقدم صفوف هذا الفريق بعض مهاويس الشهرة من المحامين الذين يتولون إقامة هذه القضايا التى هى جرائم ترتكب فى حماية القانون.
وفى هذا الفريق يقف أيضاً بعض الإعلاميين الذين توهموا أنهم رؤوس حربة هذا النظام فيبدعون بجهل لاكتساب عداوات ضده ويسيرون فى مسارات أخرى بعيداً عن مسارات الدولة.
وضمن صفوف هذا الفريق اختراق القضاة فهناك قضاة دواعش الأفكار والأحكام.
وللأسف انضمت بعض التصرفات الأمنية إلى هذا الفريق فنرى التخوين والإدانة قبل التحقيق والدليل.. والنتيجة اكتساب عداوات خاصة بين الشباب الذين نحبطهم ونزدريهم ونفقدهم ويعلو بداخلهم صوت كراهية الداخلية ومن ثم كراهية الدولة. نحن نخسرهم وبدلاً من أن يصبحوا لنا ومعنا يصبحون علينا ويذهبون بعيداً وربما للأعداء.