الأخبار
علاء عبد الهادى
فضفضة- أنا سويسري
منذ سنوات ليست بعيدة كانت هناك ظاهرة أزعجت القائمين علي وزارة الثقافة، تمثلت في هروب بعض أعضاء فرق الفنون الشعبية الذين يسافرون إلي أوربا وأمريكا بمجرد وصولهم إلي مطارات تلك الدول.. وحاولت الوزارة السيطرة علي ذلك بسحب جوازات السفر لتكون مع مشرف، ولكن كل هذا لم يسيطر علي المشكلة تابعت ذلك في احد أسفاري إلي سويسرا، إذ هرب راقص تنورة، وكأنه فص ملح وداب، واتضح أنه يعرف إلي أين سيتجه، ومع من سيقيم.... الخ.
أذكر هذه الحكاية بمناسبة انشغال المجتمع السويسري هذه الأيام بقضية ترفيه أثارها عدد من المثقفين وقرروا التصويت عليها في يونيو المقبل.. يقول الاقتراح بمنح جميع السكان ٢٥٠٠ فرنك سويسري (نحو ٢٤٠٠ دولار) شهريا يعني حسبة ٢٠ ألف جنيه مصري، بغض النظر عما اذا كانوا يعملون أم لا.. المثقفون يراهنون علي أن المواطن السويسري سوف يستمر في عمله، وإنتاجه بنفس الكفاءة.
وسوف يبقي المواطن يبحث عن وظيفة يثبت فيها ذاته، ويتقنها بغض النظر عن ضمانه لراتب يكفل له حياة كريمة.
الفكرة طبعا (يوتوبية) تعيدنا لزمن الشيوعية الذي يتساوي فيه البشر وتذوب فيه الفروق ولا أعتقد أن تحظي الفكرة بموافقة البرلمان هناك.
أتذكر الآن راقص التنورة الذي هرب الي سويسرا منذ أكثر من عشر سنوات وأسأل نفسي : هل كان علي صواب في هروبه إلي جنة سويسرا التي أمن فيها دخلا بلا عمل أم نحن علي صواب في بلد الغالبية فيه بلا عمل حقيقي، ومن يعمل فلا يخلص فيه، ومن يعمل ويجتهد لا يجد ما يكمل به الشهر؟ إنها «افتكاسات» من وحي الرفاهية السويسرية التي تصيب من يقرأ عنها بالمرار.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف