المساء
السيد العزاوى
الكلم الطيب - هدم الآثار تطرف يرفضه الإسلام
لقد نال الإسلام تشوهات عديدة في هذا الزمن الرديء وللأسف جاءت هذه التشوهات والاساءة من أبنائه. فقد رأينا كثيراً من هذه الآراء المتطرفة التي كفرت الآخرين رغم نطقهم بالشهادتين وهناك آخرون يستحلون دماء من يخالفهم في الرأي وأعمال التخريب والتفجير والتدمير كلها تستهدف الجري وراء السلطة وبحثاً عن كرسي الحكم تحت مزاعم واهية وحجج ما أنزل الله بها من سلطان وعن ذلك أيضاً هدم الآثار التي جرت في أرض الرافدين لقد روج هؤلاء لآرائهم المتطرفة بأن هذه الآثار ربما يؤدي إلي اعتقاد بعض العوام بأن بها بركة وذلك أحد ذرائع الشرك حجة يراد بها باطل خاصة في هذا العصر الذي باتت فيه كل الوقائع حقائق واضحة. معالم وآثار آخرين تراث حضاري يدل علي تاريخ الأقدمين وليست له أي صلة بالشرك أو عبادة غير الله.
لقد حصحص الحق يا سادة وقال المسلمون الأوائل رأيهم في تلك الآثار.. لقد فتحوا مصر وأرض الرافدين التي كانت مثار جدل بين أهل الإسلام خاصة في الأرض التي أراد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن تظل تحت يد الأمة للوفاء بمتطلباتها. وهؤلاء الصحابة هم من أشد الناس حرصاً علي قيم الإسلام ومبادئه خاصة أنهم الأقرب من عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم ولو كانوا يعتقدون في مثل تلك الأفكار التي يروج لها هؤلاء المتشددون بقاء الآثار علي حالها حتي الآن بمصر والعراق وغير ذلك من البلدان.
لقد حدد الإسلام معالم الطريق وفرق بين هذه الآثار التي لا يعظمها أي إنسان وإنما يراها عملاً إنسانياً يوضح مدي حضارة الآباء والأجداد وقطعاً هناك فرق بين تلك الآثار وبين الأصنام التي كان تعبد من دون الله الحقائق واضحة "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" ويا أيها المتشددون كفاكم اساءة وتشويهاً للدين الحنيف. كبار الصحابة لم تمتد أيديهم بأي صورة من الصور نحو هذه الآثار لقد تركوها عبرة ورمزاً لتاريخ ومدي تقدم هؤلاء الآخرين ولعل قول الله تعالي في سورة الفجر "ألم تر كيف فعل ربك بعاد. ارم ذات العماد. التي لم يخلق مثلها في البلاد. وثمود الذين طغوا في البلاد".
إن الإسلام قد حث علي السير في أرض الله والتعرف علي آثار الآخرين ولعل في قصة قارون ما يلقم هؤلاء المتشددين حجراً. فمن ذلك قوله تعالي مخاطباً قارون "ألم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعاً" ولعل في ذلك اشارة إلي ضرورة النظر بامعان إلي الأقدمين وآثارهم وماكانوا يفعلون لكي نتدارك ما وقعوا فيه من أخطاء. ولو أن قارون تعرف علي هذه الوقائع لما وقع في ذلك الافتراء الذي زعمه بقوله "لقد أوتيته علي علم عندي" يا سادة الحقائق واضحة فلا تفتروا علي الله كذباً لتستحلوا هدم آثار الأقدمين متجاهلين أفعال أصحاب الرسول الكريم وهم الأقرب والأقدر علي فهم قيم الإسلام الخالدة. ولقد أحسن الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية حين فند تلك المزاعم وأوضح حقيقة الآراء الشاذة التي يعتمد عليها التنظيم الإرهابي مؤكداً حفاظ الإسلام علي الحضارة الإنسانية واعتبارها أمراً ضرورياً. أن ذلك عبرة لمن يخشي ونقول لهؤلاء المتشددين اتقوا في تصرفاتهم هدانا الله جميعاً سواء السبيل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف