المساء
يسرى حسان
أي حاجة - دواعش علي الطريق !
رزق الله مصر بإعلاميين سكة. لكنه فتح عليهم من وسع. وجعلهم يتصدرون الصفوف. اللهم لا اعتراض. له في ذلك حكم. ربما خلق لنا هذه الكائنات العجيبة ليجعلها عبرة لمن يعتبر. لكن ـ استغفر الله العظيم ـ المسألة طولت قوي!!
أفاقون ومنافقون وحلنجية ومحسوبون. كذلك. علي النظام. والنظام واضح أنه سعيد بهم. يحتضن ويشجع. ويقول شدوا حيلكم يارجالة. لكنه لا يعلم أن الناس شايفة وعارفة وواعية. ولذلك طهقت خلاص وأصبحت علي وشك الانفجار.
يمكن لأي نظام في الدنيا أن يواجه الإرهاب. ويقيم المشروعات الكبري. ويمكنه كذلك أيا كان ثقل الميراث أن يرأف بشعبه ويحترمه ويقيم العدل بينه. ويجتث عناصر الفساد المتربصة بالاثنين معا.. النظام والشعب.
الحاصل أن مصر تواجه معركة شرسة. وقد تطول. مع الارهاب. والحاصل كذلك أنها بدأت في عدة مشروعات قومية كبري. لكن غير الحاصل هو الرأفة والاحترام والعدل والضرب بيد من حديد علي عناصر الفساد التي استشرت وتوغلت وبتطلع في التليفزيون مع خالد صلاح وغيره. تقول للمواطنين طظ فيكم!!
ما علاقة الإعلاميين السكة الذين فتح الله عليهم من وسع وجعلهم يتصدرون الصفوف ولكن لم يجعلهم عبرة لمن يعتبر حتي الآن. ما علاقتهم بالموضوع؟ انهم أس الفساد. فهم يبررون كل شئ بدعوي أن مصر تواجه الإرهاب. ويقولون لك ـ أحمد موسي وأمثاله ـ لا تكلمنا عن الديمقراطية الآن نحن نواجه الإرهاب ياأخي. مع ان غياب الديمقراطية والعدالة والرحمة والاحترام وانتشار الفساد وتشجيعه. هو وقود الارهاب في كل زمان ومكان.
هل مواجهة الارهاب لابد أن يتواكب معها اهانة الناس في أقسام البوليس وضربهم وقتلهم. وهل تعني ترك أسعار كل شئ ترتفع بشكل جنوني وغير مسبوق. وهل تعني تواطؤ الدولة بكل مؤسساتها مع كبار التجار ورجال الأعمال ضد المواطن المسحوق والمدحور. وهل تعني جلد البسطاء من الناس وخاصة الموظفين برفع أسعار جميع الخدمات وتحصيل الضرائب منهم علي داير المليم. في حين يترك الأثرياء ورجال الأعمال "يمصون" في دماء الشعب ويتهربون من دفع الضرائب. بل تتصالح معهم الدولة بحجة تشجيع الاستثمار. وهل تعني تطبيق الحد الأدني علي الغلابة فقط وعدم تطبيقه علي القضاة ورجال البنوك والضباط.. هل هؤلاء شعب والآخرون شعب تاني؟!!
هل تعني مواجهة الإرهاب أن يترك النظام البلد تضرب تقلب. وكل من يستطيع نهب شئ ينهبه. وكل واحد يفعل مابدا له. وهل تعني ترك التعليم ينهار إلي هذه الدرجة الكارثية التي لن تكون لها سوي نتيجة واحدة: أن يتعلم فقط أبناء الأغنياء ويتخرجون في أرقي الكليات ويتولون أرفع المناصب. بينما يكتفي أبناء الفقراء بخدمتهم في المناصب الحقيرة والمتواضعة.. نظام التعليم في مصر لا يؤدي سوي إلي هذه النتيجة التي ستعيد مصر مئات الأعوام إلي الوراء.. وفي ظني أن ذلك مقصود ومخطط ومدبر له بكل احكام وإلا فلتنسفوا العملية التعليمية القائمة من أساسها إذا كنتم جادين حقا.
أغلب المصريين الآن يرزحون تحت وطأة الفقر والمرض ولا يستطيعون تدبير نفقات معيشتهم أو نفقات علاجهم أو نفقات تعليم أولادهم ودروسهم الخصوصية. وأغلبهم لا يحظون بمعاملة آدمية داخل أقسام الشرطة. ولا يحظون بأي عدالة في الأجور. ولا حتي بحرية الرأي.. أغلبهم "دواعش محتملين".. ماذا تبقي لديهم أصلاً حتي لا ينفجروا أو يفجروا البلد والعالم كله؟!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف