** أمس الأربعاء 3 فبراير.. خرجت الصحف بموضوعات صحفية تتابع آثار مكالمة الرئيس عبدالفتاح السيسي. مع عمرو أديب. في برنامجه التليفزيوني. خاصة فيما يتعلق بظاهرة روابط الألتراس.
وأمس الأربعاء 3 فبراير كانت ذكري رحيل كوكب الشرق أم كلثوم.. التي رحلت عنا منذ 41 عاماً. ومازالت بيننا. وكأنها نجم الطرب الأول في العالم العربي. برغم لقاء الكينج محمد منير. والهضبة عمرو دياب الأخير في رائعتهما القاهرة.
هل التاريخ وحده "3 فبراير" هو الرابط بين كوكب الشرق والألتراس؟!!
سؤال قد يبدو ساذجاً. خاصة إذا كانت أم كلثوم "الأهلاوية" قمة الغناء العربي. وكوكب الشرق. والتي ظلت طوال تاريخها وحتي الآن في قمة الطرب العربي. ولم ينجح أحد في زحزحتها عن القمة. لا علاقة لها بتلك الظاهرة الشبابية "الألتراس" والتي ظهرت بعد رحيل كوكب الشرق بأكثر من 30 عاماً.. فما هي العلاقة؟!!
** العلاقة هي البحث عن الفارق بين النجاح. والوصول إلي القمة من خلال الحب.. والحب الذي يضل طريقه يصل إلي الهدرم.
احتار المؤرخون في أم كلثوم.. هل كانت تحب. أم أنها غنَّت للحب. بينما رفض قلبها أن يرق لحبيب؟!!.. وهل تزوجت محمود الشريف. ثم الحفناوي عن حب أم لا؟!!
والإجابة عند الله وحده. لأن أم كلثوم رفضت أن تجيب بصراحة واعتبرته أمراً شخصياً يخصها. برغم أنها التي غنت للحب. وبحب. ومن أجل الحب. غناء لم يصل إليه أحد سواء في الإحساس أو قوة الصوت. أو عمق الأداء. كانت تغني للحب وكأنها العاشق الولهان.. الذي لا ينام الليل. "سهران لوحدي".. بسبب العشق.. ومع ذلك فإن من يؤرخون لسيرتها يذكرون كيف أنها كانت تعرف عشق القصبجي لها. وكذلك الحب الكبير عند أحمد رامي ناحيتها. ولم تبادلهما نفس الإحساس. ولم تبادلهما الحب.. بل إنها سخرت من القصبجي عندما كان يراقبها وهي متزوجة "محمود الشريف".. متخفياً من شدة غيرته وولعه بها.. وكيف أنها جعلته يسير خلفها هي وزوجها بتاكسي في شوارع القاهرة لا لشيء إلا لتكسر قلبه علي خمسة جنيهات. من المؤكد أنه سيدفعها للتاكسي بسبب طول المشوار الذي تعمدت أن تجوب خلاله الشوارع وهو خلفها في التاكسي وقالت لزوجها "اتركه لنحرق قلبه علي الخمسة جنيهات"!!
أم كلثوم هذه هي نفسها التي غنت للحب. ووصلت إلي قمة الحب الشعبي لها.. فأحبها الناس وانتظروا حفلاتها حتي أن أحمد رامي كان يقول إنه يستعد لحفل أم كلثوم كأنه ينتظر العيد!!
هذه الفتاة الريفية القادمة من طماي الزهايرة. مركز السنبلاوين بالدقهلية.. فتاة بسيطة لا تملك إلا صوتاً جميلاً. وهبها الله إياه. وعندما وصلت القاهرة بطلب من الشيخ زكريا أحمد.. حددت لنفسها الطريق. عكفت علي القراءة وتثقيف نفسها.. علمت نفسها بنفسها.. استفادت من حفظ القرآن الكريم. لتعرف معانيه. فأصبحت تعي معني الكلمة. وتشعر بإحساس الكلمة.. بل أصبحت الكلمة عندها كائناً حياً ينبض.. يفرح.. يحزن.. وأحياناً يموت. اختارت لنفسها الطريق الصحيح نحو القمة. فعملت بإخلاص. وكافحت بشرف.. لم تضع أمامها مهمة الحرب ضد المنافسين.. بل تركت عملها وفنها وصوتها وغناءها هو الطريق الوحيد للقمة.. حتي وصلت إليه باقتدار وشرف!!
هذه هي أم كلثوم الفنانة.. وهي أم كلثوم الوطنية التي نجحت في رد الجميل للوطن.
أم كلثوم التي جابت العالم من بيروت إلي المغرب. إلي الخليج.. إلي باريس.. تجوب هنا وهناك.. تقيم الحفلات وتغني من أجل المجهود الحربي بعد نكسة .1967
خصصت دخل كل حفلاتها للمجهود الحربي. شاركت في التعبئة الشعبية من أجل الحرب.. حتي كان الانتصار!!
هذه هي أم كلثوم.. الدرس الذي يجب أن يتعلمه الشباب.. هذه هي الأم التي لم تنجب. لكن الملايين اعتبروا أنفسهم أبناءها. وأحبوها وتربوا علي غنائها.. وعندما رحلت عن دنيانا.. بكاها المصريون.. كما لم يبكوا أحداً غيرها سوي جمال عبدالناصر.
أم كلثوم.. غنت للشباب.. وعاشت شبابها في عمل.. وجهد.. وكفاح في مجالها.. حتي حققت هدفها الذي وضعته أمامها. وهو أن تكون في القمة!!
الألتراس هم أيضاً شباب ــ علي أحسن الفروض ــ يحبون ناديهم.. يخلصون لمبدأ.. التفوا حوله.. لكنهم لم يضعوا أمامهم هدفاً.. أو وسيلة لتحقيق هذا الهدف.
يقول البعض إن شباب الإخوان اندسوا داخل الألتراس. وقد يكون ذلك صحيحاً.. ولكن الألتراس أساساً لا علاقة له بالسياسة. أو بأسلحة السياسة.. هم شباب يحبون ناديهم ويشجعونه. وقد تكون طريقة التشجيع ــ من وجهة نظر الكثيرين ــ خطأ.. قد يكون لديهم تطرف في أسلوب التشجيع.. لكنهم في النهاية مجموعة شبابية منظمة لديها قدرة علي استخدام التكنولوجيا في تجميع الصف.. وتحديد الهدف.. ثم تنفيذه.. هم يستخدمون أسلوباً خطأ. يقتحمون النادي. أو يمنعون الفريق من الذهاب إلي الملعب.. أو يهتفون ضد رموز وطنية. أو يسيئون إلي هيئات وطنية بهتافات مسيئة.. ولكن تلك قضية.. والتعامل مع مجموعة من الشباب المصري. وكيفية التعامل معهم بشكل صحيح. قضية أخري!!
لا أحد فوق الدولة.. ولكن الخطأ في التعامل يحتاج إلي تصحيح فوري.. فالذين حاصروا فريق الأهلي من قبل في الفندق معروفون بالاسم. وكاميرات الفندق صورتهم.. ومع ذلك لم تتم مساءلتهم قانوناً.. وكأن هذا التصرف سليم 100%. وهو تصرف بكل الأعراف والقوانين. تصرف غير قانوني.. والذين اقتحموا صالة الأهلي من قبل لم تتم مساءلتهم قانوناً. بينما تصرفهم مخالف للقانون!!
لا يقول أحد إن إدارة الأهلي أو أمن الأهلي هو المسئول.. لأن تلك المسألة أكبر من قدرتهم. فهناك جهات أمنية مسئولة عن الأمن. يجب أن تقوم بدورها وبشكل سليم قانوناً. ودون تفريط أو إفراط.. وبلا تهويل أو تهوين. لأن القانون فوق الجميع.. بعدها يمكن أن نناقش ظاهرة الألتراس التي يمكن أن تكون ظاهرة إيجابية 100% لخدمة مصر. إذا نجحنا في التواصل مع هؤلاء الشباب ومحاسبة المخالفين بشكل قانوني 100%.
أم كلثوم جمعت الشباب في حب مصر.. والألتراس ظاهرة تجمع الشباب في حب نادي. أي نادي.. وهو نادي مصري. وهم شباب مصري. فلابد من صيغة للحوار. وكيفية تحويل هذه الطاقة من سلبية إلي إيجابية. ولكن بشكل قانوني شرعي سليم!!
** الألتراس في دول كثيرة تم إلغاؤه بالقانون. وآخرها في المغرب. عندما خرج عن القانون. ولكني أعتقد أن دعوة الرئيس السيسي للحوار مع هؤلاء الشباب فرصة لكي نحول طاقتهم نحو العمل والعطاء والإنجاز. فهم شباب مصري لديه القدرة. وأعتقد أن الكثيرين منهم قادر علي تحقيق ذلك.. بل سعيد جداً بمبادرة الرئيس. وسيتضح ذلك في اختيار الممثلين عنهم في الحوار.
أتمني لو أن مؤسسة الرئاسة لا تجعله حواراً مع ألتراس الأهلي وحده. بل مع روابط الألتراس كلها. وبشكل مفتوح لكل القضايا تمهيداً لأن يكون حواراً وتواصلاً مع شباب مصر.
بل أدعو أن يكون الحوار مع شباب الريف المصري في القري أكثر تواصلاً. فهم طاقة رائعة.. وأعتقد أن هذا التواصل مع شباب وفتيات الريف أفضل هدية لروح كوكب الشرق في ذكري رحيلها.
** ليت مؤسسة الرئاسة تضع برنامجاً للحوار والتواصل مع شباب مصر في كل مكان.. وفي كل اتجاه.. وفي كل مجال.. ومن خلال التواصل الإعلامي سيحقق هذا التواصل نتائج أكثر مما نتوقع. ويكفي أن نتابع ردود فعل مكالمة الرئيس السيسي حول الألتراس. لنتأكد من ذلك!!
همس الروح
في طيف ذكري كوكب الشرق أم كلثوم
يا زمان يا ليالي طويلة أحلامها جميلة مُحال تنعاد
يا زمان يا ليالي بتجري بتطوي أماني وتفوتنا رماد
فيها إيه لو تنسي اتنين في الحب دايبين عايشين
عايشين نقول للدنيا بحالها ولكل قلب بدقته حس
يا دنيا حبي وحبي وحبي ده العمر هوه الحب وبس
يا حبيبي يا عبير الشوق يا حبيبي
يا نصيبي من ليالي الشوق يا حبيبي
شعر إيه؟!!.. الكلام اللي ف عنيك.. خللا أحلي كلام يغير
عطر إيه؟!!.. العبير اللي ف إيديك.. بيقول إيديك هي العبير
م الربيع اللي ف شفايفك.. لليالي اللي ف عنيك
م اللهيب اللي ف خدودك.. للحنان اللي ف إيديك
رحلة تاهت روحي فيها.. وتُهت فيها