الوفد
د. كاميليا شكرى
رؤية مصرية -حب الوطن.. فرض عليه!!!
كثيراً ما نتساءل.. عن ارتباط الشعب المصري الشديد بالأغاني والأناشيد الوطنية.. وبالذات القديم منها وما قُدم منذ اوائل القرن العشرين الماضي، وأيضاً ما بعد ثورة 1952.. في حين المئات من الأغاني الوطنية الحديثة.. لم يبق منها سوى عداد محدود يردده الشعب المصري!!
فالواضح أن السبب.. من كان يكتب ومن كان يغني أغاني وأناشيد الماضي بدءا من زمن «سيد درويش» كان مؤمناً بكل كلمة فيها يرددها.. فتخرج وكأنها رسالة من القلب للقلب يتلقاها الشعب المصري بوجدانه وبكل عاطفته المتأججة في حبه لوطنه مصر.. النابع بأن وطنه ذكر في جميع الكتب السماوية.. والذي وطئت ارضه أقدام الانبياء وعاشوا عليها.. وكان لهم نسب ومصاهرة من أبناء شعب مصر المبارك.
< والوطنية المصرية لا يزايد عليها. فلقد عرف عن المصريين في خضم الحروب العالمية أنها البلد الذي لم يخرج منه جاسوس واحد.. وان تضحيات الشعب المصري بكل نفيس وحتى بأرواحهم.. ودائما يصطفون وراء قياداتهم الوطنية أمام هجمة المستعمرين والمستبدين، وبهذه الروح الوطنية للشعب اصبحت يضرب بها المثل وعبر عن ذلك بأن الشعب المصري له كتالوج وشفرة خاصة به لا يضاهيه فيه شعب آخر.
ومازلت دائما أكرر ما كان يراه الزعيم الروحي «غاندي» في وطنية المصريين وعبقرية رؤياهم في «الوحدة الوطنية» بين ذراعي الأمة مسلمين وأقباطاً.
كذلك ماقاله المستعمرون عن شعب مصر.. بأنه لا يمكن التفرقة بين مسلم أو مسيحي مصري.. الا فقط عندما يدخل المسلم الجامع.. والمسيحي الكنيسة للصلاة!!
< ولعل ذلك يجعلنا نتساءل أنه بالرغم من هذا الزخم في حب الوطن الذي عرف عن الشعب المصري وعاش معه عبر الأجيال والقرون.. في حين فوجئنا بظهور تيار محسوب على الوطن.. والشعب المصري خدع فيهم.. وبرىء منهم براءة الذئب من دم يوسف وهم جماعة الاخوان الارهابية والذي اتضح بعد خداعهم لما يقرب من تسعة عقود من الزمن، ان الوطنية المصرية نزعت من قلوبهم.. فهم الذين روجوا بأن الوطن «لا يعدو أن يكون حفنة تراب عفنة».. ولم يخجلوا أن يعلنوها.. والأكثر من ذلك ارادوا لمصر الحضارة ان تتحول الى ولاية يحكمها من يحكمها وليس من الضروري ان يكون مصرياً.. «شيء من الخبل وضياع العقل» للجماعة التي توافقت أعراضهم مع اطماع لدول خارجية ارادت تلك الدول التي تقتضي خيرات المنطقة.. ودول ارادت ان يكون لها دور مؤثر في الخريطة العالمية وهي لا تدري انها مجرد اداة في ايدي قوي خارجية تتلاعب بها وسرعان ما تلفظها عند انتهاء الدور المرسوم لها.
< والمحزن أن جماعة الاخوان الارهابية لم تكتف بالتآمر على الوطن للوصول الى السلطة والحكم.. بل في سبيل ذلك كانت على استعداد للتنازل عن جزء من ارض الوطن.. وبالذات من أرض سيناء المباركة التي ارتوت بدماء الشهداء المصريين.. والذي تجلي علها «سبحانه وتعالي»، ولكن شعب مصر المبارك لم يبق على حكم الخونة اكثر من عام.. فكانت ثورة شعبية.. سجلت في التاريخ «في يونيو 2013» بأنها اكبر تجمع بشرى في تاريخ الانسانية.. من أجل اسقاط جماعة ارهابية خائنة حكمت على نفسها وبأيديها مثلها مثل «يهوذا» بأن تخرج من نسيج الشعب المصري بل وتلجأ الى دول خارجية تحاول ان تستقوي بهم علي أوطانهم.
فلو كان حكام بعض تلك الدول لهم أغراض في استغلال خيانة جماعة الاخوان.. فطبيعة الامور تحكم بأنه بمرور الوقت شعوب تلك الدول لن تبقى على الخونة لوطنهم ان يعيشوا بينهم.
الكلمة الأخيرة
إن ما يحيى الأمل في قلوب المصريين.. أنه بعد التخلص من جماعة الارهاب والخيانة.. بدأت مصر في استرداد مكانتها الاقليمية والدولية وتعود بكل قوة الي جذورها.. وتسير نحو تحقيق أهداف غُيبت في عهود الاستبداد والفساد، والفاشية والارهاب، فمصر بمشيئة الله في طريقها الى بناء دولة مدنية عصرية حديثة يسودها العدل والقانون بأيدي شعبها المبارك الذي يؤكد دائما وأبداً.. أن حب الوطن فريضة عليه!!
تحيا مصر
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف