آخر ساعة
رضا الشناوى
علي نار هادية .. الغيطاني والمعرض.. واجهة حقيقية لمصر الثقافية
لايخفي علي أحد أن الفقاعات الثقافية والإعلامية والسياسية التي نراها علي الساحة صنعها «الإعلال» العربي وروج لها وفرضها علينا كنماذج اعتبروها من المشاهير والنخبة وأدخلوها عنوة في حياتنا أما الشخصيات الحقيقية فهي التي تصنع نفسها وتفرض احترامها وتبني نجاحاتها، وسأخص منهم في المجال الأدبي والثقافي د. طه حسين ـ عباس العقاد ـ د.يوسف إدريس ـ يوسف السباعي إحسان عبدالقدوس ـ عبدالرحمن الشرقاوي وغيرهم، إلا أنه في الفترة الأخيرة التي صاحبت حكم الإخوان انتشر الفساد، ولاحظنا اختفاء معالم كثيرة من ساحة الأدب والثقافة والفن وذلك من آثار كارثة إسناد الأمر إلي غير أهله. ويالها من ألف خسارة بسبب ذلك الشلل الذي أصاب مواهبنا ومبدعينا نتيجة تجاهلهم ورعاية الفاشلين ـ وسبحان الله انتصرت الإرادة المصرية وأزاحت عتمة الليل الإخواني، وأشرقت الشمس علي حياة كل المصريين علي يد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي كان حبه لوطنه محرضا إبداعيا إيجابيا حيث أطلق العنان للحريات وفتح بوابات الإبداع مستندا علي منظور درايته بشئون وأحوال الوطن. فقد بات واضحا أننا نحتاج إلي فكر راق، ومشاعر أخري بدلا من المشاعر التي أصابتها الفوضي والأنا والمصلحة، خاصة بعد أن تأكد لكل المثقفين برئاسة حلمي نمنم وزير الثقافة أن الثقافة تضيع رسالتها متي باتت مفرغة من القيمة والمضمون، وأيقنوا أن البداية تبدأ من ضرورة تثقيف الناس والاهتمام بالنشء لتحضير أجيال جديدة مؤهلة للإبداع، ولذا جاءت الدورة 74 لمعرض الكتاب هي أصدق تعبير عن واجهة مصر الثقافية خاصة أن شعاره «الثقافة في المواجهة» نابع من كونها الحل الأمثل لكل المشكلات التي تقابل المجتمع، بل وحائط الصد لأي هجوم علي الهوية المصرية، ولأننا كنا نحتاج إلي قطرة مطر لنغسل الفساد بأنواعه، فقد برع المسئولون عن المعرض في اختيار الكاتب الكبير الراحل جمال الغيطاني شخصية المعرض لأنه يعد نموذجا للمثقف الحقيقي والمناضل الذي أوقف زحف ميكروب مُدعي الفكر والثقافة، وما أجمل البرامج الثقافية والندوات بالمعرض لأنها حققت كل فرص التنوع لجميع التيارات الفكرية، والأهم عروض الأفلام الوثائقية عن الجيش لغرس وتنشيط الانتماء عند ملايين المصريين، وهنا سأظل أردد من فرحتي بالعُرس الثقافي.. وطني أنت وحدك كل شيء وإذا حاول خفافيش الظلام أن يطلوا من عتمة المستنقعات وشقوق الليل ليجرحوا حبات ترابك، فنحن جميعا نذود عنك أطماعهم وحقدهم لتبقي حرا وتظل رمزا للفرح والحب والسلام ياوطني.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف