هادية الشربينى
بلا أقنعة .. مصر في الثلاجة
تعلمنا في المدارس ونحن صغار أن جو مصر ليس له مثيل بين بلدان العالم فهو حار جاف صيفا ومعتدل ممطر شتاء وقد ترعرعت سنوات وراء سنوات في ظل دفء شتاء بلادنا دون الحاجة إلي معطف بل أصبحت المعاطف مجرد ديكور في الدولاب ولكن كل ده كان زمان فشتاء مصر أصبح هو الآخر متمردا وعلي مدار العامين الماضيين والعام الحالي أصبحت مصر ثلاجة في فصل الشتاء وتتحول إلي فريزر في شهر طوبة بوجه خاص وعرفنا من جديد القيمة الثمينة للمعاطف والبطاطين والدفايات.
وبالطبع أصبحت البطاطا وشوربة العدس والبليلة الساخنة هي الوجبات ذات السيادة علي مائدة العائلة وفي غمرة هذا الصقيع الذي يأبي أن يتركنا، علينا جميعا أن نتذكر هولاء المحتاجين والضعفاء الذين يفترشون في العراء أو في مساكن خشبية لاتحمي أجسادهم من برد الشتاء ونمدهم بأدوات تخفف عليهم هذا المناخ القاسي بتوزيع البطاطين وإصلاح سقف منازلهم المتشققة ومدهم ببعض الملابس الثقيلة فهذا هو أضعف الإيمان.
وبالطبع وبالتوازي مع هذا البرد القارس تصبح نزلات البرد الشديدة والأنفلونزا بأنواعها المتجددة ضيفا ثقيلا علي المصريين لاسيما علي كبار السن والأطفال فلنتوجه جميعا إلي الله بالدعاء بأن يقينا شر هذه النزلات وأن يبعد عنا هذه الموجات المتتالية من الصقيع والبرد وليرسل لنا شمسنا الشموسة صاحبة الدفء والحنان ليعود شتاء مصر الجميل الدافئ كما تعودنا عليه سنوات وسنوات وليرحل طوبة عنا بسلام وأمان.