الجمهورية
منى نشأت
تعالوا ندمر.. "جيل"
الأب والأم يستنجدان بالابن.. فهما كما ظهرا علي الشاشة من المسنين يصرخان معا طلبا لمساعدته فيخرج صوت ينادي الابن.. اهرب بجلدك احجز شقتك في.... تخيلوا إلي أين وصل بنا الأمر.. حتي يدعوك المعلن لشراء شقته يحرض الأبناء علي عقوق الوالدين. أي شقة هذه وأي سكن.. بل وأي ابن.. إنها فصيلة إعلانات الحض علي "الجحود".
وفي الثاني أسرة هي الأخري تنادي علي ابنها النائم. أما الأب فيدخل عليه ليخبره أنه دفع له اشتراك الإنترنت وحين يستيقظ الشاب نجد الأب وكأنه يقول وضحكت عليك.. انزل اشتري لنا الإفطار لقد أفقد المعلن الأب احترامه وجعله يكذب ويخدع ابنه وحول الأبوة من رسالة إلي.. مسخرة. إنها إعلانات النيل من الكبار.
وهذه الأم تفتح الحمام علي ابنها فيحاول تغطية نفسه.. لكنها لا تجد سببا لاعتذار أو إدارة وجهها ولا حتي انه يتغطي.. وتعلق "بتعمل إيه يعني حاشوف الأملة".. والله لا هذه صورة ولا هكذا نعلم الأبناء أنها فصيلة إعلانات "تعالوا ندمر جيلاً".
والأطفال في هذا الإعلان هم المواظبون علي غسل أسنانهم ويقولون ماما وبابا لا يغسلون أسنانهم ويوجهون لهم النصيحة حالات مستفزة لأبناء يربون الآباء. إعلانات الصفات المستفزة.
وسأضعهم كلهم جانباً أمام هذا المتكرر ليل نهار.. رجل يستفزه جاره. أو امرأة تستفزها سيارة أمامها والمصيبة طفل يستفز من أي شيء فيتحول كل منهم إلي عملاق أخضر. وحين يتعملق ويهجم تحل له كل المشاكل. إنها إعلانات تحفز وبشدة علي أن البلطجة هي الحل.
ولو كنا ننتقد إعلانات الأقراص التي تعالج كل شيء فهي تنحف القوام وتساعد علي الإنجاب وتقوي الرجال وتنعم الشعر ومكوناتها من الثعبان الناعم وزيت القرد الأسود. وكل هذا ولا توجد جهة رقابية علي تلك الدعاية. إلا أنها تقدم في قنوات لهذا الغرض.
أما ما عرضناه من إعلانات في البداية فنحن نتابعها علي قنوات أرضي أو متاحة للجميع علي الشاشة.
والأسوأ مع انحسار الشتاء ما يأتي به الصيف. من إعلانات عن أب يسرق الآيس كريم من ابنه ويأكله في الظلام. أو طفلة يسقط صديقها الرجل الكبير من النافذة فتجري السلالم مسرعة لتنقذ كيس بطاطس.
أضف إلي ذلك الرسائل الموجهة من الأشكال التي تظهر في الإعلانات حتي إعلان المصاصة والحلوي في وسط قنوات الأطفال كلها بالمايوه البكيني.
وبين حكايات الصغار تظهر العلامة المميزة وهي عبارة عن عصفور يقبل عصفورة بمنقاره. فتضع العصفورة "بيضة". وإن كان لك طفل ستكره أن يتابع الشاشة. وستتأكد أن الشارع وما يحدث فيه هو النتيجة الطبيعية لما يدخل العيون والعقول من أفكار سلبية.
وستجد نفسك علي يقين من أن الإعلان يندمج اندماجاً كاملاً مع باقي المادة الإعلامية برنامج.. مسلسل.. فيلم ليفرز ما نعيشه من إهمال.. لا مبالاة.. وكثير من الانحطاط.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف