محمد مختار قنديل
الإسلام لم ينتشر بحد السيف
فتح الرسول الرحيم المدينة المنورة بالحب والمودة ودون أي قتال بعد بيعتي العقبة الأولي والثانية ثم الهجرة للمدينة والترحيب به والمهاجرين من مكة وصالح بين الأوس والخزرج ولم يجبر أحداً من اليهود علي الاسلام كما فتح الرسول الكريم مكة المكرمة رافعا شعار اذهبوا فأنتم الطلقاء وهاتان المدينتان هما أكبر مدن الحجاز في ذلك الوقت ولم يقاتل الرسول الا بعد ان صدر له أمر القتال من الملك الحق المبين عندما قال في سورة الحج الآية "39" "أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله علي نصرهم لقدير".
كان يقاتل في كل الغزوات وهي ليست غزوا وانما دفاعا ليقول لخصوم الاسلام خلوا بيني وبين الناس.. كانت غزوة بدر علي حدود المدينة عندما قدم اليها مشركو مكة وكانت غزوة أحد كذلك عدوانا منهم وكذلك غزوة الأحزاب شمال المدينة المنورة.
لم يثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه ذبح أو أمر بذبح أحد من الكفار والمشركين وكان قتل يهود بني قريظة عندما نقضوا العهد أثناء غزوة الخندق وبأمر من الخالق عز وجل.
ولم يلجأ المسلمون علي عهد رسول الله والصحابة من بعده إلا لمحاربة القوة التي تصدهم عن الاقناع واذا استعدت الدول المجاورة لمحاربة المسلمين حاربها المسلمون لأن القوة لا تحارب بالحجة والبرهان واذا كفوا عنهم لم يتعرضوا لهم بسوء.
لذلك سالم المسلمون الحبشة ولم يحاربوها ولذلك ايضا حاربوا الفرس لأن كسري أرسل الي عامله في اليمن يأمره بتأديب النبي أو ضرب عنقه وارسال رأسه إليه وحاربوا الروم لأنهم أرسلوا قواتهم الي تبوك فبادرهم النبي بارسال السرية المشهورة الي شمال الحجاز وعادت السرية دون قتال حين وجدت ان الروم لا ينوون الزحف علي بلاد العرب في ذلك الوقت.
وفي غزة مؤتة ذهب المسلمون بقوة 3 آلاف مقاتل لملاقاة الروم بعدد 100 ألف مقاتل فهل يستطيع هذا العدد الضئيل أن يجبر الروم علي الدخول في الاسلام ولما وجد خالد بن الوليد المعركة غير متكافئة واستشهاد قادة ثلاثة من كبار الصحابة تخلص من المعركة وعاد برجاله للمدينة وشكره الرسول علي ذلك.
واذا نظرنا إلي خريطة العالم الاسلامي اليوم لعلمنا أن السيف لم يعمل في انتشار هذا الدين وانما الاقناع والقدوة الحسنة هي التي نشرت الاسلام.. أندونسيا 300 مليون مسلم رابع أكبر دولة في العالم دخلها الاسلام مع التجار وكذلك الصين والهند وسواحل افريقيا ودول افريقيا جنوب الصحراء وكذلك ألوف الغربيين الذين يتوافدون علي الاسلام بخاصة المفكرين والمثقفين من هذه الدول.
ويقول التاريخ إنه طالما هم سلاطين الترك باكراه المسيحيين في بلادهم علي الاسلام أو تستباح دماؤهم وأموالهم فنهاهم عن ذلك شيوخ الاسلام وقيدوهم بالفتاوي الشرعية التي لا يتيح للسلطان المسلم أن يقتل ذميا أو مخالفاً يقبل أداء الجزية بعد تخييره بينها وبين الاسلام ولولا هذه الفتاوي لاستطاع سلاطين الترك أن يحولوا أوروبا الشرقية في جيل واحد أو جيلين الي الاسلام.
يقول سبحانه وتعالي في صورة البقرة الآية رقم "256" "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقي لا انفصام لها والله سميع عليم".
ويقول في سورة يونس الآية رقم "99" "ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تُكره الناس حتي يكونوا مؤمنين".