... و... وفقدنا محمود بكر ايضا.. أحد رموز كرة القدم المصرية.. كابتن فريق الأولمبي ولم يغير فانلته قط منذ انضم إلي مدرسة الكرة بالأولمبي عام 1958 إلي أن اعتزل مع نجوم مصر الكبار عقب نكسة ..1967 وكان اعتزاله له قصة.. ففي كمبالا كانت مباراة مصر مع أوغندا في بطولة الأمم الافريقية واحرز محمود بكر هدف مصر الوحيد بضربة الرأس الفولاذية المشهور بها في كل الرميات الركنية لأنه يلعب متوسط دفاع ليقطع الماء والهواء علي هجوم المنافس ثم يتقدم في الضربات الركنية ليحرز الأهداف.. كانت مباراة كمبالا يوم 4 يونيو 1967 ليلة النكسة وصدرت الصحف بمانشيت "انتصرنا.. انتصرنا" صباح يوم النكسة 5 يونيو!! وكانت قصة طويلة.
كان المرحوم محمود بكر نجماً في عدة مجالات في كرة القدم.. بداية في الملعب.. في نفس العام.. عام ..1967 في شهر مارس بالتحديد لعبنا مع لبيبا في نفس البطولة واحرزت ليبيا هدفين في الشوط الأول فأجري مصطفي كامل منصور تعديلاً في الفريق بنزول محمود بكر وحسن الشاذلي فاحرز محمود بكر الهدف المشهور برأسه الذهبية من خلال كورنر ثم احرز الشاذلي الهدف الثاني والفناجيلي قبيل نهاية المباراة لتفوز مصر "3-2" ويقول المرحوم يوسف الشريعي مدير الفريق للاعبين عقب المباراة في غرفة الملابس:
- الحمد لله.. لو كنتم اتغلبتم مش عارف المشير عامر كان هيعمل فيكم إيه!! هل معقول تتغلبوا من ليبيا!! ليبيا يا أولاد الايه!! ثم لا ننسي عام 1966 حينما فاز بالدوري لأول مرة وآخر مرة فريق من العاصمة الثانية "الأولمبي".
**ورغم أمجاد محمود بكر كلاعب اعتقد أنه كان خير معلق فني.. قد يكون الشربيني له طريقته الضاحكة الباسمة ذات التعبيرات الطريفة.. ولكن لاشك أن محمود بكر خير من يعلق علي المباراة بعين واعية ونظرة ثاقبة.. يتوقع التغيير قبل أن يحدث ويشرح سبب التغيير بل يتوقع النتيجة.. لذا كتبت عنه الصحف أن محمود بكر كمعلق خير من "يقرأ الملعب"!!
** تولي محمود بكر عدة مناصب إدارية.. رئيس النادي الأولمبي عدة دورات وعضو مجلس إدارة اتحاد الكرة.. إلي أن بدأ يعاني مرضاً في القلب منذ سنوات وأجري جراحة خطيرة في مستشفي مصطفي كامل بالإسكندرية وعادة مرض القلب يصيب رجال كرة القدم.. وأشهرهم محمود بدر الدين الذي منعه الأطباء من رؤية المباريات وركوب الطائرات.. ولكنه لم يستطع وهو الذي يدير اللعبة من الألف للياء.. فمات وهو في الطائرة عائداً من روما بعد اجتماع لإحدي لجان الفيفا.. ويومها كتب علي أمين في عموده "فكرة" في جريدة الأخبار: رفض النجم الكبير أن يموت إلا في السماء وسط النجوم.
** وخلال دموع الصديق عادل هيبة مدير العلاقات العامة بالنادي الأولمبي.. كتب هذا الفاكس:
منذ أيام قليلة فقدنا رمزا من رموز كرة القدم كابتن حمادة إمام نجم مصر والزمالك.. واليوم نودع رمزاً آخر من رموز الإسكندرية ومصر كابتن محمود بكر الذي عاني في الأيام الأخيرة من مرض القلب.
وهكذا تعود "ثنائيات الرحيل".. محمد الجندي وحنفي بسطان.. حسن الشاذلي وعز الدين يعقوب.