علاء عريبى
رؤى .. كوبرى أساتذة الهندسة
أعتقد والله أعلم أنها المرة الأولى فى تاريخ مصر التي نرى فيها أحد الكباري يسقط قبل افتتاحه أو بعد الانتهاء منه بسبعة أشهر، ذاكرتي لا تسعفني بمشاهد سابقة لأحد الكباري تماثل كوبرى الجامعة بسوهاج، كل ما أتذكره مجرد مشاهد اختزلها عقلي من القراءة والمشاهدة، مثل تصدع عمود فى كوبري بسبب هبوط فى التربة أو اصطدام سيارة، أو اتساع فواصل كوبرى أكتوبر، وغيرها من المشاهد غير الخطرة.
سقوط كوبرى الجامعة فى سوهاج ينبهنا إلى عدة ملاحظات على قدر كبير من الأهمية، منها: المكتب الاستشارى، قيل إن المكتب الاستشاري هو الذى صمم رسومات الكوبرى، وذكر ان الشركة نفذت الرسومات كما وصلتهم، والمكتب الاستشاري، حسب ما نشر، مشكل من أساتذة كلية الهندسة بجامعة بسوهاج، والخطورة هنا يمكن تلخيصها فى مستوى هؤلاء الأساتذة، فالمفترض أن هؤلاء الأساتذة قد حصلوا على أكبر درجة علمية فى الجامعة وهى درجة الأستاذية، وهذه الدرجة يحصل عليها عضو هيئة التدريس بعد حصوله على درجة الدكتوراه ودرجة أستاذ مساعد، ثم درجة الأستاذية، وحصوله على هذه الدرجات يأتى بعد تقديمه بعض البحوث العلمية الجديدة، تعرض على اللجنة العامة لترقية أعضاء هيئة التدريس فى التخصص، وتفحصها وتجيزها إن كانت صالحة، وتمنح المتقدم الدرجة.
السؤال: هل الأساتذة الذين صمموا كوبرى الجامعة قد حصلوا بالفعل على درجة الأستاذية أو حتى درجة الدكتوراه؟، وإذا كانوا قد حصلوا عليها بالفعل وأسفرت درجتهم العلمية عن تصميم كوبرى بهذا الشكل، فهل يمكن أن نثق فى مستواهم العلمى؟، هل الأساتذة الذين صمموا الكوبرى بدون أعمدة تحميل يمكن ان نعهد إليهم بتعليم أولادنا؟، هل سيتخرج من تحت أيديهم بعض المهندسين الذين نثق فى قدراتهم؟
الملاحظة الثانية: قيل إن وزارة الإسكان هي المسئولة عن الكوبري، وأنها هى التي كلفت إحدى الشركات بتنفيذ الكوبري، السؤال: هل وزارة الإسكان تعهد بالمشروعات لبعض المكاتب الاستشارية والشركات دون مراجعة التصميم أو متابعة عملية التنفيذ؟، أين كانت وزارة الإسكان عندما سلم المكتب الاستشاري تصميمات معيبة للشركة؟، ولماذا لم تتابع الوزارة مراحل تنفيذ الكوبري على الواقع؟، وهل تقوم الوزارة بنفس الشىء مع الشركات التى تصمم وتبنى المليون وحدة سكنية؟
الملاحظة الثالثة: خاصة بالشركة المنفذة للكوبري، هل الشركة ليس بها بعض المهندسين الذين يشرفون على تنفيذ التصميم؟، هل المهندسون بها مجرد بصمجية للتنفيذ فقط؟، هل الشركات المنفذة هى أقرب لمقاول الأنفار؟، لماذا لم تعترض على التصميم؟، ولماذا لم ترفض تنفيذه لخطورته؟
فى ظنى أن الحكومة مطالبة بإعادة الأموال التى أهدرت فى الكوبرى المنهار، ومطالبة كذلك بمحاكمة جميع من شاركوا فى الكوبرى، وزارة الإسكان، المكتب الاستشاري، الشركة المنفذة، ومطالبة أخيرا بفصل جميع من تورطوا فى انهيار الكوبري من عملهم، على رأس جميع هؤلاء أساتذة كلية الهندسة الذين قاموا بتصميم الكوبرى، من يخطئ ويهمل يتحمل ما فعل ماديا وأدبيا.