الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية .. المزلقانات.. تبحث عن حل!
تتعدد الحوادث والكوارث.. والسبب هو الإهمال وما يحدث عند مزلقانات السكك الحديدية خير مثال!! وإذا كانت الشعارات قد لازمتنا فى العصر الحديث مثل مقاومة الفقر والجهل والمرض.. فإن من قضايانا الآن: مشكلة هذه المزلقانات.. وللأسف عرفناها منذ حوالى 160 عاماً.. ومازلنا نعجز عن حلها.. تخيلوا؟!
منذ تم بناء وتشغيل خط السكة الحديد الأول فى مصر ـ فى عهد الوالى محمد سعيد باشا ـ وهو خط القاهرة ـ الإسكندرية عام 1856م تم إتمام وتشغيل خط القاهرة ـ السويس عام 1858 فإننا مازلنا نعانى.. وبالمناسبة إذا كنا قد أنشأنا ـ أيام الوالى سعيد باشا 245 ميلاً منها.. فإن الخديو إسماعيل أنشأ 1200 ميل من خطوط السكك الحديدية بين عامى 1864 و1876، ورغم أننا كنا ثانى دولة فى العالم ـ بعد إنجلترا ـ فى إنشاء السكك الحديدية، إلا أننا ـ ومن يومها ـ لم نعرف كيف ننظم عملية عبور الناس فوق هذه المزلقانات.. حتى باتت مشكلة مزمنة.
<< والطريف أننا مازلنا ـ فى كثير من هذه المزلقانات نستخدم الجنزير الحديدى وصفارة الفم وربما مجرد حبل من الألياف لمنع مرور الناس، خلال سير القطارات.. مع تعيين عامل وفرنا له مجرد حجرة من خشب أو صاج أو من الطوب اللبن يأوى إليها بين مرور كل قطار وآخر!! وإذا وقع حادث.. فإن هذا المسكين يكون أول من نلقى عليه القبض.. ونحيله للمحاكمة وربما قبل سائق القطار أو قبل من يعبر المزلقان!!
<< حقيقة زادت أطوال خطوط السكك الحديدية.. وزادت كثافة المرور ولكن المشكلة أن كثيراً من هذه المزلقانات غير قانونية وغيار فنية بل إن المارة ـ من الناس والحيوانات ـ صنعوا لأنفسهم أماكن للعبور، أى مزلقانات عشوائية، وهكذا اضطرت سلطات السكك الحديدية إلى إغلاق 177 مزلقاناً عشوائياً فى محافظة واحدة هى المنوفية.. أى هى معابر عشوائية فإلى متى نعيش هذه الحياة العشوائية؟!
نعم.. تمت عمليات تطوير بعض هذه المعابر والمزلقانات.. ووضعنا أجراساً كهربائية تدق ـ حتى قبل أن يصل القطار ـ وربما وضعنا حواجز خشبية أو معدنية تمنع السير وقت عبور القطارات.. وربما نجد أحد رجال الشرطة ـ عند المزلقانات الرئيسية ـ يقف بجوار عامل السكك الحديدية المسئول عن إغلاق المزلقان.. ولكن ـ للأسف مازال الجنزير الحديدى ـ وأيضاً الحبل المصنوع من الألياف.. هو السيد عند معظم المزملقانات.
<< وأصبحت مصر محصورة، وحائرة بين الجنزير الحديدى.. وبين الجرس الكهربائى وعامل المزلقان.. وغالباً يعجز هذا العامل عن السيطرة على منطقة المزلقان.. والطرف أننا كثيراً ما نجد الأسواق تقام فوق قضبان السكك الحديدية، ليس فقط على الخطوط قليلة الحركة، ولكن أيضاً على خطوط الطوارئ.. ولا يستطيع عامل المزلقان فعل شىء!!
فهل لا يكفى 160 عاماً منذ عرفنا القطارات لكى نتعلم كيف نتعامل مع هذه المشكلة التى ننام ونستيقظ على كوارثها باستمرار.
<< ولماذا لا نتعلم من الدول التى عرفت السكك الحديدية ـ بعدنا ـ ونادراً مانسمع حوادث عندهم، كما يحدث عندنا؟.. لماذا لا نسرع ـ وبسرعة ـ فى كهربة هذه المزلقانات.. ويتم التحكم فيها وتشغيلها كهربياً.. مادام من الصعب علينا السيطرة عليها بشرياً؟! أم نحتاج الى إرسال بعثات الى هذه الدول لكى نتعلم منهم كيف يتعاملون مع هذه المشكلة؟
<< وإذا كنا لم نعرف ـ حتى الآن ـ كيف نتعامل مع قطارات عادية لا تزيد سرعتها على 70 ـ أو 80 كيلومتراً، فكيف سنتعامل مع القطارات فائقة السرعة، التى نفكر فى تسييرها فى بلادنا؟. أم أن الحل أن نظل عبيداً لعصر السلحفاة.. وبالمناسبة إذا كان ضحايا قطار عادى السرعة لا تقع بسبب حوادث رهيبة بين الركاب.. فإن الأمر سوف يختلف مع قطارات فائقة السرعة تنطلق كالصاروخ ونحن نسمع عن قطارات تسير فى اليابان بسرعة 400 كيلو متر فى الساعة.
<< ولماذا لا نعاقب أيضاً كل من يخترق المزلقان خلال دق جرس المزلقان.. لأنه هنا شريك أساسى فى هذه الجريمة، أم نكتفى بمحاكمة عامل المزلقان وسائق القطار الذى يستحيل أن يوقف القطار، لأنه لو حاول سوف تقع كارثة أكبر.
والنبى.. كفاية علينا قطارات تسير بسرعة السلحفاة.. إلى أن نجد حلاً.. أو إلى أن نتعلم!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف