المساء
السيد العزاوى
الكلم الطيب -الأزهر منارة الإسلام رغم أنف أصحاب الغرض
في الفترة الأخيرة شهدت الساحة والفضائيات مناقشات وحوارات تضمنت هجوماً ضارياً ضد الأزهر ودوره ورجالاته.. تنكر البعض لكل ما يقوم به هذا الصرح الشامخ. ووجه هؤلاء اتهامات باطلة بلا سند من الواقع. وكلها أقوال مجردة وصادرة من أصحاب غرض في محاولات يائسة لتشويه دور هذه المنارة الإسلامية التي تنشد صحيح الدين. وسماحته ووسطيته. ودوره كذلك في تربية أجيال يساهمون بفاعلية وإخلاص في تنشئة الشباب علي أساس من العلم والأخلاق. بعيداً عن الانغلاق أو الجمود الفكري. وقد امتد دور هؤلاء الرجال إلي أداء الواجب. نحو أبناء العالم الإسلامي في كل ربوع الدنيا سماحة وانفتاح علي الآخر. والاستماع إلي وجهة نظره دون تطاول علي العلماء. وأهل الفكر من السابقين أو النيل من جهودهم. وتلك هي طبيعة الأزهر في أداء مهامه. احترام الآراء وتقدير أدائهم لخدمة العلم والدين في ضوء الآية الكريمة: "ادعُ إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. وجادلهم بالتي هي أحسن".
لكن هذا الأداء. وتلك الأدوار لم تعجب البعض من المثقفين. وثاروا ضد الأزهر. وقالوا في تحدي واضح "كلنا إسلام البحيري" بزعم أنه مجتهد. ومن حق أي مسلم أن يجتهد ولو أخطأ. وساروا في طريق اتهام الأزهر بأنه سوف يعيدنا إلي القرون الوسطي من الأفكار والآراء. التي لا تساير العصر الحاضر. ومضي هؤلاء في هجومهم متجاهلين من يستهزئ بقيم الإسلام ومبادئه في الذبح والأضحية. منادين بوقف قانون ازدراء الأديان. وأن القانون لا يتناسب مع اجتهاد هؤلاء أبناء العصر. ومع شديد الأسف أن هذه الأقوال. وذلك الزعم. صدر من قامات كنا نتطلع إلي دورها في نشر الثقافة الإسلامية وتنوير الأجيال بفكر مستنير دون تجاهل للأزهر ورجاله في التربية. وحماية اللغة العربية والحفاظ علي الهوية الإسلامية. وإجراء حوارات مع أصحاب الفكر المتشدد وتفنيد الأباطيل التي يرددونها. كما استنكروا بكل شدة أعمالهم في سفك الدماء وارتكاب الجرائم التي تثير الرعب والفزع.
من الأقوال المرسلة التي ترددت في إحدي الفضائيات "أن كل مسلم من حقه الاجتهاد" هكذا دون توضيح لمن هو المجتهد؟!! وأين هذه الأقوال من تلك الضوابط التي حددها أهل العلم في كل الاختصاصات في أي إنسان يتقدم للاجتهاد؟!!.. فالطبيب يتم سؤاله في تخصصه. والمهندس. وهكذا.. وربنا يقول: "فاسألوا أهل الذكر".. إذن لا يمكن لذي الرأي سديد أن ينزل إلي البحر ويغوص في أعماقه. دون تعلم فن السباحة.. وإلا فإنه سوف يتعرض للغرق.
الاجتهاد أيها السادة له ضوابط وشروط.. ولكن ما نراه مجرد أقوال لا تخضع لأبسط الضوابط. وتنطوي علي إسفاف وسباب وشتائم. مما يتنافي مع الاجتهاد. خاصة في مجال قيم الإسلام وسماحته. ولست أدري لماذا يقتحم هؤلاء مجال الإسلام. والتطاول علي رجاله؟!!.. ولماذا تنعدم ضوابط الاجتهاد فيمن يقتحم هذا المجال؟!!
ولا شك أن أبسط الضوابط تتطلب تطبيقها في كل فروع العلم. وليس استباحة هذا المجال الإسلامي.. مما يثير الأسي أن البعض يثير أقوالاً نحو الحجاب. والزعم بأنه ليس فريضة. مستنداً لأقوال لعلماء. رغم الشك في هذا الزعم. إذ لا يمكن لعالم أن يقر هذا الكلام. فآيات الكتاب الكريم واضحة: "ولا تبرجن تبرُج الجاهلية الأولي".. يا سادة كفانا مزاعم وأباطيل واتهامات للأزهر ورجاله. "كبُرَت كلمة تخرج من أفواههم. إن يقولون إلا كذباً".
سوف يظل الأزهر شامخاً. وصرحاً ينشر فضائل الإسلام وسماحته. رغم أنف أصحاب الغرض والهوي. واستباحة كل مقدس.. يا سادة الأزهر ليس له كهنوت. أو رجال دين. إنما هم أهل تربية ونشر سماحة في غير تطاول. أو جمود.. إن الأزهر هو المنارة التي يعيش في ظلالها أبناء العالم الإسلامي. يقدرون دور رجالها علي مدي أكثر من ألف عام. لكن "يبدو أن زامر الحي لا يطرب". ولن ينال هؤلاء من هذا الصرح مهما تمادوا في أباطيلهم!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف