الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
كله .. إلا القمح !!
.. نعم.. ثم نعم.. إلا القمح.. هل الحرب ضد زراعة القمح مازالت مستمرة لكي نظل نستورد غذاء الشعب؟!!.. الحرب بدأت قبيل مقتل السادات ثم أصبحت أحد أسباب مقتله حينما أنشأ حسين عثمان مشروع الصالحية الذي هدمه مبارك ثاني يوم مقتل السادات.. وجاء مبارك ليتولي حماية "حيتان" الاستيراد ويحارب كل من يحاول تشجيع زراعة القمح.. جاء محافظ لأسوان لاحظ أن معظم أرض النوبة غارقة في مياه الفيضان خلال شهر أغسطس بالذات وفكر المحافظ في أن يزرع قمحاً مع تربية ماشية للمساعدة في خفض الأسعار فتم خلعه خلال أيام!! المهندس أحمد الليثي له تجربة ناجحة في محافظة البحيرة لتشجيع الفلاحين علي زراعة القمح ثم تولي وزارة الزراعة وحاول تعميم معاونة ومساعدة الفلاحين لاستمرار زراعة القمح في أكبر مساحة من الأرض فتم تعديل وزاري سريع ليجلس أحمد الليثي أحد خير المحافظين والوزراء في منزله!!.
حرب بلا هوادة ضد زراعة القمح وحاولت بعض الأقلام الشريفة الوطنية مهاجمة الحكومة في محاولة لإنقاذ زراعة القمح ولكن دون جدوي.. لقد تم إسكات كل الأصوات من أجل أن يزداد "الحيتان" ثراءاً فاحشاً!!.. ثم لا ننسي مشروعات واحد من خير رؤساء الوزارات الدكتور كمال الجنزوري في توشكي وترعة السلام وغيرهما!!
***
السؤال هو:
هل هذه الحرب مستمرة حتي الآن؟!
لماذا هذا السؤال "الغريب"؟!
في "أهرام" الأربعاء 3 فبراير.. مجلس النواب وافق علي قانون يجهز علي زراعة القمح!! لكي يلحق القمح ب "المرحوم" القطن!!
لم أفهم القانون الجديد لابتعادي عن شئون الزراعة ولكن الذي حاولت أن أفهمه هو قرار الحكومة بعدم شراء القطن من الفلاحين!!
!!!... لماذا؟؟؟ لا أدري.. فقط الحكومة ستدفع 1300 جنيه مساعدة لكل فلاح يزرع فداناً من القمح!!
يقول بعض الاخصائيين إن هذا معناه أن يقول الفلاحون ما معناه يفتح الله ويزرعون ما يريدون الأكثر ربحاً من القمح!!! وتبقي مصيبة.. بعد أن وصلنا في السنوات الأخيرة إلي شراء 1.52% من محصول أرضنا من باب الاكتفاء الذاتي.. أو علي الأقل في الطريق إلي الاكتفاء الذاتي!!.
تتساءل الصحيفة في نهاية الموضوع لماذا لا تستمر الحكومة في شراء الأردب بما لا يقل عن 400 "ربعمائة" جنيه من عمل أيدينا حتي لو كان "بعض" الثمن من بند الدعم.. فكل الدول المتقدمة وغير المتقدمة تفضل الاكتفاء الذاتي في المنتجات الهامة التي لا غني عنها.. حتي لو كان علي حساب ضرائب الشعب.
***
أذكر الحرب الضروس التي خاضتها السعودية ضد أمريكا حينما قررت الاكتفاء الذاتي من القمح بالذات.. السعودية الصحراء الجرداء التي لا يشق أرضها نيل ولا أي ترعة ولها ساحل واحد لا أكثر من ساحل بحيرة.. السعودية تحدت أمريكا ونجحت رغم مناخها الصحراوي ورغم استقبالها كل يوم بل كل ساعة ملايين من البشر من كل أنحاء العالم.. وفوق كل هذا "رغيف السعودية" خير من أي رغيف علي سطح الأرض.
يوم أرسلت السعودية سفينة قمح هدية لمصر طالبت بمحاكمة يوسف والي في ميدان التحرير!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف