لا شك ان المواقف الدولية والاقليمية تجاه الوضع بمصر بعد ثورة يونيو قد تبدلت تماما، حيث تمكنت القاهرة من تجاوز تحديات كبيرة حتي أصبحت الآن مركزا للعديد من الاتصالات بشأن قضايا المنطقة، ومقصدا لزيارات القادة وكبار المسئولين من مختلف المناطق.
وقد ارتبط تغيير الكثير من تلك المواقف بالفهم الحقيقي للتطورات بمصر وانها بالفعل معبرة عن ارادة الشعب، في حين أن دولا أخري اضطرت لتعديل بوصلتها تحت ضغوط دولية واقليمية، أما القلة، تركيا وقطر، والمرتبطة بالإخوان فقد ظلت كما هي مع محاولات للوساطة من هنا وهناك للتقريب بينها وبين مصر والتي باءت بالفشل بسبب الاستمرار في دعم وإيواء عناصرالاخوان والتدخل بالشأن الداخلي لمصر. فبالنسبة لتركيا مثل الإخوان أداة السيطرة علي مصر لتعود كما في الماضي ولاية تابعة للامبراطورية العثمانية، والتي يحلم أردوغان بأن يكون سلطانها المنتظر! ولاشك أن زيارة أردوغان لمصر خلال حكم الاخوان ، كشفت هذا الحلم التركي وهو ما أكده المتابعون لنبرة ومحتوي وظروف الخطاب الذي ألقاه بجامعة القاهرة آنذاك.
ومع إجهاض يونيو لتلك الأمنيه، أصيب نظام أردوغان بنوبات من الهلوسة..فخشيته من نيل نفس مصير المعزول قد انعكست في سلسلة من التخبطات بالمواقف والتصريحات. ومؤخرا قال وزير الخارجية التركي إن بلاده تريد تطبيع العلاقات مع مصر، وفي وقت لاحق قال المتحدث باسم الحكومة التركية إن بلاده لم تغير موقفها من النظام المصري، ولا تزال تري أن ما حدث انقلاب علي الديموقراطية!
نحن لسنا بحاجة لأن يغير أردوغان من موقفه تجاهنا، فحقده لم يعد خافيا..وأخيرا فإن رد الوزير سامح شكري علي تلك التصريحات العقيمة وتفنيدها مثل رسالة ليس فقط لتركيا وإنما لكل من قد يعتقد بإمكانية إحداث تطبيع وتقارب مصري تركي يستند علي عضويتهما بالتحالف الاسلامي ضد داعش، ويطرح أفكارا لذلك بالرغم من استمرارالتوجهات التركية المناهضة لإرادة الشعب المصري. وبالتالي سيبقي الحال علي ما هو عليه مع الحرص علي تفرقتنا بين النظام والشعب في تركيا.