مقالتى اليوم قد تثير حفيظة الداعين للحرية عن طريق الإباحية بدعوى التمدن والتحضر وأعلم مسبقا بأنهم سيرددون بأننا في عالم مفتوح ولابد من التفاعل مع عالمنا الجديد!.. فبعد أن طاردتنا القنوات والسماوات المفتوحة والتى تبنت الإباحية والعرى والإسفاف يقولون لكل معترض بإمكانكم أن تحولوا مؤشراتكم للقناة التى تناسب أذواقكم وقيمكم وأخلاقكم ثم نفاجأ ويفاجأ كل من يحاول أن يهرب بذوقه وحيائه إلى قناة أخرى بأن جميع القنوات قد أصيبت بالتطرف الممجوج إما دينيا أو أخلاقيا ويجد الجميع نفسه بين المطرقة والسندان فإما أن نغرق فى براثن الادعاءات الدينية وأصحاب اللحى والفتاوى المضروبة والفكر السلفى الذى يقعدنا فى بيوتنا ويصيبنا بالفزع ويجعلنا نشك فى أننا من كفار قريش! وإما أن نتمايل ونرقص ونترك لغرائزنا العنان ونلهث وراء الأجساد المتمايلة والأفخاذ العارية المهتزة والصدر الأعظم والآهات التى تعزف على وجع الحرمان والكبت الجنسى.. بعد هذا الحصار الفضائى الموجه والجذاب والمستعر جاءنا غزو آخر على نفس الشاكلة.. رسائل دينية تدعونا إلى الإيمان وتذكرنا بأهوال القيامة ورسائل مضادة تعرض خدماتها الجنسية لمن يرغب أن يمارسها عبر خطوط المحمول إنها رسائل تقتحم خصوصيتنا وتحرض الغرائز والرغبات المحبوسة لدى الشباب لدفعهم للهروب خلف أسوار التطرف الدينى أو الاندفاع بكل جوعهم المستعر إلى طرق البغاء والرذيلة.. ماذا يفعل الآباء والأمهات وهم يحاربون عدوا لا يرونه من خلال تلك الرسائل التي تأتيهم من خارج حدود أقطارنا العربية، هل هو الغزو الجديد القادم متسترا خلف سلاح التكنولوجيا وكيف لنا أن نحمى أنفسنا وأبناءنا من شر هذه الرسائل المفخخة التى تستغل السطحية والفراغ والبطالة والفوضى التي نحياها والمستقبل المظلم الذى لا نرى فيه بارقة أمل سوى صفر بحجم الكرة الأرضية، أعرف أننى سأتهم بالتخلف وسيقول من يقول إن هذا الخطر موجود في كل مكان والمهم هو التربية الصحيحة وسأجيب يا سادتى إن التربية تأتى من البيت والمدرسة ومجتمع مسئول فماذا نفعل في ظل مدرسة لا تعلّم ومجتمع تخلى عن مسئوليته وربما أتهم بأننى ممن يتبنون ثقافة المؤامرة فإذا لم تكن هذه مؤامرة فماذا تسمونها؟ دعارة على خطوط هواتفنا بالمجان لمن يرغب!! أين المسئولون وأين شركات الاتصالات الذكية ومن ذا يسارع لنجدتنا قبل أن نفقد آخر ضوء فى الممر المظلم الذى نحيا فيه ونسير إليه طواعية أو رغماً عنا ونحن معصوبو الأعين فاقدو القد رة على الفعل أو رد الفعل أعلم مسبقاً أنها أسئلة مبصرة وأجوبة عمياء..
أقوال لها أصداء..
- القروض والمنح هى سياط تجلد وتسيل الدماء والكرامة والاستقلال.
- لم يعد منطق الحق والعدل والقانون يأتى بالتأثير المرجو فمن يملك القوة والقدرة له الحق والعدل والقانون وليس أمام الغير إلا الشكوى أو الصمت المطبق.
- هل الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم إسرائيل حقا أم أن إسرائيل هى التى تستعملها؟
- إن وعدا بالحرية من ديكتاتور هو شيك بلا رصيد وإن أملا بالحرية من حالم هو عملة مزيفة.
- يمكن لكل بلد أن تعيش فى ظل نظام ملكى أو جمهورى برلمانى أو رئاسى ولكن لا تستطيع أى بلد أن تعيش تحت الفوضى.