الأخبار
صابر شوكت
بين الصحافة والسياسة رجال شمال !
هذا العنوان حقيقي.. وعلي مسئوليتي أمام الله قبل العباد.. كان بالفعل عندنا رجال يحيضون كالنساء يتحكمون بأقدارنا.. ولم نكتشف حقيقتهم إلا بعد زوال سلطانهم..

كان منهم رجال في مواقع المسئولية تسببوا في كارثة ١٩٦٧ التي نجني أوجاعها حتي الآن.. وأصابوا تاريخ الزعيم عبدالناصر بشرخ تاريخي.. وفي عصر السادات كان منهم من زينوا للسادات طريق الديكتاتورية.. فحرقوا زعامته ولوثوا نصره العسكري التاريخي ليُقتل بعدها بشهر واحد وهو موصوم بالديكتاتورية.. رغم انه أفضل زعماء العصر الحديث الذين لن يجود الزمان بمثلهم في حنكته السياسية والعسكرية.

أما في عصر مبارك.. فكانت الكارثة مفجعة كان بالفعل عديد من الوزراء والمسئولين في المواقع المهمة والمؤثرة «شواذ» والمشكلة ليست في ذلك فقط.. بل في أن مبارك كان يعلم بذلك وما واقعة زكي بدر وزير الداخلية الراحل ببعيدة عن الحقيقة انه قدم لمبارك شريطاً موثقاً بواقعة لأخطر وزرائه.. فابتسم ووضعه بالدرج.. وقال له المهم نتابع الباقين..!.. وكانوا كثيرين ربما هذا أحد الأسباب التي تسببت في الحالة السيئة التي ظهر عليها نهاية عهده كوزير للداخلية.. رغم انه كان من أفضل وزراء داخلية مصر وكان أكثر خطراً علي شباب مصر الذي تفسخ لعلمهم بهؤلاء الشواذ بالسلطة.

أما عصر الإخوان.. فيكفي أن أعيد للأذهان المسرحية الهزلية التي واجه بها مرسي وأراجوزاته في اجتماعه المفروض سرياً لمواجهة كارثة سد النهضة.. الصغير وقتها بمساحة تخزين ١٤ مليار متر.. وارتفاع ٤٠ متراً.. ويسلم اثيوبيا وأعداء مصر «هدية ذهبية» مذاعة علي الهواء بقصر رئاسة مصر يستخدمونها مع إسرائيل.. للترويج العالمي ونفاجأ بالسد هذا الاسبوع انهم بسبب ذلك رفعوا سد النهضة إلي ١٧٠ متراً وتخزينه ٩٦ ملياراً ليهدد مصر بكارثة.. حقيقة لا نعلم ماذا سيفعل معها الرئيس السيسي حالياً..؟

ولكن.. يكفي.. ما أعلنه هذا الرجل بحق.. إن مصر أشلاء دولة منذ عام ١٩٦٧.. وأنا رغم هذا التشاؤم فأري انه حقيقي.. وجميعنا ندفع ثمنه الآن.

ورغم انني لست من هواة التغزل في أي رئيس مهما بلغت شعبيته.. فهذا لتاريخه هو وتلك وظيفته إلا أن هذا الرجل - الرئيس السيسي - يجبرك بمواقفه المثيرة أن ينتزع منك الإعجاب انتزاعاً.. وآخرها ذلك الموقف الكبير الذي اتخذه مع شباب الألتراس الأهلاوي الاسبوع الماضي. وما سبقه من عديد من المواقف الإنسانية المبهرة.. التي تجعله يصير قدوة لشباب مصر الجائع للقدوة الحسنة الغائبة.. والتي كشفت الأيام أن عديداً من المسئولين في مواقع عديدة كشفوا عن أن في مصر الآن رجالاً بحق.. بمواقفهم.. وهم كثيرون.. يكفي أن يفاجأ الملايين.. أن قضاة مصر الأجلاء يعملون لصالح الوطن وأغلبهم اتخذ مواقف السيسي قدوة لهم.. وعلي رأس هؤلاء يأتي القاضي الجليل عدلي منصور الرئيس السابق لمصر ورئيس المحكمة الدستورية لم يشفع عنده صداقته للرئيس السيسي.. فجمع الجمعية العمومية لقضاة المحكمة الدستورية الجليلة ورفضوا بالإجماع «مشروع قانون الزند» للكسب غير المشروع الوارد بقرار من رئيس الجمهورية.. ونشرت الصحف أن القضاة رفضوه لأنه يتعارض مع الدستور الحالي.. ويستنسخ جهاز المدعي الاشتراكي.. وكذلك كشف ما نشرته الصحف أن لدينا رجالاً بمجلس الدولة عندما رفض الاسبوع الماضي قسم التشريع برئاسة المستشار محمود رسلان نائب رئيس مجلس الدولة للمرة الثانية مشروع الزند لأنه ينشيء جهازاً قضائياً موازياً للنيابة العامة ينتزع الاختصاصات الأصيلة للنائب العام والنيابة الإدارية وقضايا الدولة ويمنحها للسيد رئيس الكسب غير المشروع..! وتمضي الأيام لتكشف أن الرجال عادوا لمصر.. ويكفي ابننا البار ممثل النائب العام أن صفع «صفوت الشريف وابنه» علي وجههما بقراره الاسبوع الماضي عندما أصدرا شيكاً بمبلغ مليون و٨٠٠ ألف جنيه للتصالح علي فسادهما.. فدافع عن المجتمع ورفض مطالباً بحكم الكسب غير المشروع عن فسادهما ٦٩٠ مليون جنيه.


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف