الأهرام
مرسى عطا الله
هذه أخطاء إبراهيم محلب!
لا أظن أن أى منصف يرى الأمور بعين الحقيقة بعيدا عن الهوى والغرض يمكن أن يجادل فى أن المهندس إبراهيم محلب هو رجل المرحلة وأسد المواجهة، ولهذا وقعت عليه عين القيادة السياسية بعد ثورة 30 يونيو كرمز للإنجاز وكنموذج للعطاء والعمل فى الميدان بعيدا عن روتين المكاتب وأبهة المنصب.
جاء إبراهيم محلب إلى موقعه كرئيس للوزراء فى أهم وأخطر مرحلة تمر بها مصر مكلفا بالعمل على استعادة هيبة الدولة وإعادة الحياة إلى الأجهزة الحكومية التى كانت قد أصيبت بكل أمراض البيروقراطية ولم يزكه حزب أو شلة وإنما زكاه سجل طويل من العمل الجاد والمخلص كأحد البنائين العظام ويكفيه دور المنقذ لشركة المقاولون العرب التى كانت قد أوشكت على الانهيار فأعادها إلى أيام مجدها كأحد روافع الإنشاء العملاقة ليس فى مصر وحدها وإنما فى المحيطين العربى والإفريقى أيضا.

ومن هنا يجيء استغرابى مما يتعرض له الرجل من نقد غير منصف وهجوم غير مبرر بدعوى أنه يرأس حكومة غير سياسية مع أن الذين تبوأوا هذا الموقع بمؤهلات السياسة المزعومة وانتماءات الحزبية المقيتة حققوا فشلا غير مسبوق فى السنوات الأخيرة وانحدروا بمصر واقتصادها إلى جب سحيق بسبب النفاق السياسى ومغازلة الاحتجاجات الفئوية مما أدى إلى زيادة عجز الموازنة بأرقام فلكية واستنفاد الاحتياطى الاستراتيجى من العملات الأجنبية.

لم يقل أحد من الناقدين كيف كانت حالة الشارع المصرى قبل حكومة محلب وماذا أصبحت وكيف كانت عجلة الإنتاج التى توقفت عن الدوران قبل حكومة محلب ومقارنتها بدولاب العمل اليوم والممتد على طول وعرض أرض مصر ليل نهار كخلية نحل لا تهدأ ولا تنام.

وكثير وكثير مما يمكن سرده إنصافا لمصر وثورة 30 يونيو قبل أن يكون إنصافا للمهندس إبراهيم محلب وحكومته... وما أبعد الفارق بين أخطاء فى الممارسة هى من سمات العمل العام لا يمكن لأحد إنكارها ولكن يمكن تصحيحها - على غرار التعديل الوزارى الأخير الذى شمل 8 حقائب وزارية -..وبين خطايا فى التقصير وعدم تحمل المسئولية وهو ما يصعب أن ينعت به أحد محلب وحكومته!

خير الكلام :
من وعى التاريخ فى صدره.. أضاف أعمارا إلى عمره!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف