الأهرام
اسامة الغزالى حرب
الرئاسة وأبو الغار
الحديث الذى أدلى به د.محمد أبو الغار لجريدة المصرى اليوم (4/3) والرد السريع عليه من رئاسة الجمهورية (5/3)، يستحق كلاهما التعليق! فالدكتور أبو الغار له تاريخه الوطنى المشرف منذ مشاركته فى تأسيس حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات. أسس "الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى" الذى دخل ضمن ائتلاف "الكتلة المصرية" فى انتخابات عام 2011 وحصل على 16 مقعدا.
فى الحديث المشار إليه، أدان أبوالغار أجهزة الأمن وكافة عناصر "الدولة العميقة" التى لا تزال حاضرة فى مصر، وأدان عن حق الطريقة المريبة التى ظهرت بها قائمة "فى حب مصر"، مذكرا بمشاركته فى قائمة "صحوة مصر". ولقد كانت رؤيته سليمة تماما عندما قال إن الاخوان "تعرضوا لضربة مميتة من الشعب وليس من الدولة"، وعندما قال إنه "ليست هناك حكمة فى التعامل مع الشباب"

غير أننى اعتقد أن د.أبو الغار جانبه الصواب كثيرا عندما جزم بأن "من الصحيح القول بأن الرئيس لا يريد برلمانا فى هذه المرحلة، وأنه لهذا السبب تأخرت الدعوة لإجراء الانتخابات البرلمانية، وأصدرت الدولة عددا من القوانين فى غياب البرلمان" وأن "المناخ العام يقول إن الرئيس والدولة إما أنهما لا يريدان برلمانا نهائيا، أو يريدان برلمانا ضعيفا وهشا".

ولأننى اندهشت لتلك التصريحات فقد سعدت كثيرا بالرد الذى أرسله "المكتب الإعلامى لرئيس الجمهورية" والذى كتب بلغة راقية دقيقة، وأكد ما ذكره الرئيس من وقوف الدولة على الحياد من القوائم والمرشحين. وأن الدولة لم ولن تدعم أيا من القوائم والأشخاص. ووصف الرد ما ذكره د. أبو الغار من "أن الرئيس والدولة لا يريدان برلمانا يؤدى وظيفته الحقيقية" بأنه يتنافى مع الحقيقة، بدليل تحديد الرئيس لمدة شهر واحد لإنجاز تعديل قانون تقسيم الدوائر، وقال الخطاب إن الرئيس يأمل أن يكون هناك مجلس نواب قوى يمثل المصريين، ويكون قادرا على القيام بالمهام المنوطة به... وهو مايقع على عاتق الأحزاب السياسية". ذلك حوار متحضر وديمقراطى، يستحق التحية والإشادة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف