الكابتن محمود بكر رحمه الله.. كان علامة مضيئة من علامات الرياضة المصرية بصفة عامة وكرة القدم خاصة.. صاحب مبادئ ورؤية فنية ثاقبة.. وهو من الجيل الذهبي للنادي الاولمبي الذي نجح في الفوز ببطولة الدوري العام عام 66 كما انه كان لاعباً دولياً ومدافعاً صلداً تتحطم عليه هجمات كل الفرق المنافسة وبعد اعتزاله الكرة.. كان الفقيد العزيز واحداً من ألمع الاداريين رجل إدارة من الطراز الاول وقاد النادي الاوليمبي وله انجازات عديدة داخل ناديه العريق العتيد.. كما انه عمل بالنقد الرياضي محترفاً بمؤسسة الاخبار سنوات طويلة.. والراحل كان معلقاً رياضياً بالاذاعة والتليفزيون علي مستوي عال من الكفاءة الفنية وهو صاحب مدرسة التحليل الفني لأي مباراة يقوم بالتعليق عليها اثناء التعليق علي المباريات ولذلك امتاز بالأسلوب المتميز جداً.. كان استوديو تحليل كامل ومترابط يحلل أي مباراة في دقائق معدودة يقدم فيها الروشتة الحقيقية لكل مدرب عن كيفية ادارته للمباراة.. عكس ما نشاهده حاليا من 8 ساعات تحليلاً لمباراة انتهت بالتعادل السلبي مع مجموعة من المحللين لا انزل الله بهم من سلطان سد خانة وخلاص.
والكابتن محمود بكر رحمه الله كان مثالاً للسلوك الرياضي القويم.. له رأي واحد لا يتلون اطلاقاً صاحب مبادئ عرفته مناضلا منذ أكثر من 30 عاماً واقتربت منه عندما كان عضوا بمجلس إدارة اتحاد الكرة كان يسبح ضد التيار ولا يخشي أي شيء يقول كلمة الحق له آراء فنية ثاقبة داخل مجلس ادارة الاتحاد كانت تنال اعجاب البعض واختلاف البعض الآخر وفي كل الأحوال نال احترام الجميع.. حيث تمتع بشخصية هادئة لا ينفعل الا مع كلمة الحق ولا ننسي اطلاقاً جملته الشهيرة في كأس العالم بايطاليا عام 1990 عندما احتسب الحكم ضربة جزاء لمنتخب مصر في مباراة هولندا وقال عدالة السماء ظهرت بستاد باليرمو ويومها سجل مجدي عبدالغني هدف مصر الوحيد من هذه الضربة ومن يومها فإن الكرة المصرية لم تذهب للعالمية.
ولذلك يجب ان يتم تكريم الراحل بقدر ما اعطاه لكرة القدم المصرية لاعباً ومدرباً ورئيساً لأكبر أندية الاسكندرية ومعلقاً رياضياً كبيراً لن يجود الزمن بمثله اطلاقاً وضابطاً بالقوات المسلحة وله شقيق شهيد في حرب 67 وهو نبيل الوقاد.. وتكريم محمود بكر ضروري باقامة كأس السوبر هذا الموسم باسم كأس محمود بكر صاحب العطاء.. كما يجب اطلاق اسمه علي أكبر ميادين الاسكندرية الذي تربي في احضانها وتولي كل المناصب فيها وعلي اتحاد كرة القدم أن يصارع بكل قوة لتنفيذ افكار محمود بكر للنهوض باللعبة الشعبية الأولي والمتواجدة في ادراج المكاتب منذ سنوات طويلة كما علي المعلقين الرياضيين الحاليين ان يستمعوا جيداً للتعليق الكروي الذي كان يقدمه الراحل العظيم الكابتن محمود بكر ليكون الدورس المستفادة للوجوه الجديدة التي دخلت حالياً عالم التعليق الرياضي دون أن يكون لأي فرد فيها رؤية فنية تفيد المشاهد.
ان محمود بكر فقيد الرياضة المصرية يستحق أن نقيم له تمثالاً في اتحاد الكرة وكذلك في مدخل النادي الاولمبي رحمه الله صاحب الصوت المتميز في التعليق الرياضي الكابتن محمود بكر الذي لحق بزميله العملاق الراحل حمادة امام لتسقط ورقة اخري من شجرة اصيلة.