المساء
طارق مراد
هاتريك -اليد والألتراس ومبادرة الرئيس
في أعقاب الانجاز التاريخي الذي حققه عمالقة منتخب مصر لكرة اليد بالتأهل لأوليمبياد البرازيل 2016 وكأس العالم بفرنسا 2017 والتتويج أبطالاً لقارتنا السمراء العظيمة.. عاشت الرياضة المصرية والملايين من المصريين حالة من البهجة والسعادة والفخر بعد أن رسم فراعنة كرة اليد بقيادة مديرهم الفني الكفء والمحنك مروان رجب ونجوم المنتخب بقيادة أحمد الأحمر كابتن الفريق واتحاد اللعبة برئاسة الدكتور خالد حمودة ووزارة الشباب والرياضة بقيادة وزيرنا الشاب خالد عبدالعزيز صورة رائعة لقدرات ومواهب الانسان المصري في فنون ومهارات اللعبة والإدارة الرياضية وقدموا كرنفالا مبهراً وتنظيميا نموذجيا لمونديال اليد الافريقي الذي احتضنته مصر المحروسة بمجمع الصالات المغطاة العملاق باستاد القاهرة أشاد به العالم من خبراء ومتابعين وأجمعوا علي أن ما قدمته مصر من صورة حضارية في استضافة هذا العرس الأفريقي يفوق ما يحتاجه بكثير تنظيم بطولة العالم.
زاد من جمال وروعة هذا الحدث وسعادة المصريين نجاح أحمد الأحمر ورفاقه الذين كتبوا اسماءهم بحروف من ذهب في سجل تاريخ اللعبة إنهم توجوا أبطالا للقارة وباتوا سفراءها في أوليمبياد ريودي جانيرو البرازيلية.. وقدمت معهم الجماهير صورة حضارية في التشجيع والمساندة للأبطال تلك الصورة المحترمة للجماهير خدعت البعض وجعلتهم يندفعون بحماسة تشوه هذه البانوراما الرائعة للمطالبة بضرورة عودة الجماهير لملاعب كرة القدم ولكن جاءت مهزلة تنظيم التراس الأهلي باستاد التيتش والاساءة لمؤسسات الدولة في ذكري شهداء جماهير الأهلي الـ 72 ـ رحمهم الله في مذبحة استاد بورسعيد لتنسف حالة البهجة والفرحة العارمة التي سادت الرياضة المصرية بعد الصورة الساحرة لانجاز كرة اليد وتضرب كرسي في الكلوب وتعيد من جديد حالة الاحباط والتوتر التي تعاني منها المنظومة الرياضية وثبت علي أرض الواقع أن الفارق كبير بين الجماهير والاسر المحترمة التي تابعت العرس الافريقي لليد وبين تنظيمات التراس الأندية الكروية ومن يقودهم من مهاويس ومجاذيب وبلطجية كرة القدم والذين باتوا يشكلون خطرا كبيرا للملاعب الخضراء بعد ان تسببوا بأفعالهم وخروجهم علي النص في تفشي ظاهرة الشغب والعنف والتعصب.. ونسوا ان الهدف من مشاهدة المباريات الرياضية ومساندة اللاعبين هو التسلية والمتعة فقط لا غير وليس إراقة الدماء علي الملاعب الخضراء أو الانجراف في التيارات السياسية.. وبالتالي فإنه لا مبرر علي الاطلاق لترديد تلك النغمة الشاذة بعودتهم للملاعب في الوقت الحالي أو حتي الموسم القادم حتي تتمكن الدولة من ايجاد الصيغة والوسيلة المناسبة وطبقا للقانون لتفكيك هذه التنظيمات والتخلص منها للأبد بعد أن أصبحت تشكل تهديدا أيضا للسلم المجتمعي.. وأعتقد أن المبادرة التاريخية لزعيم وقائد الأمة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بدعوته لألتراس الأهلي باختيار وفد منهم يضم عشر قيادات لمتابعة ملف قضية شهداء بورسعيد يجب ان يكون بداية النهاية لغلق هذا الملف نهائيا وبمعني ان يرتقي اعضاء التراس أهلاوي لمبادرة وتدخل رئيس الجمهورية وحرصه علي الوقوف بجانبهم ودعم موقفهم في هذا الملف وان يقفوا علي أرض الواقع ان قضيتهم الحقيقية هي تحقيق العدالة في قضية الشهداء وانهم لا يتاجرون بها وكلامي هذا يعني ببساطة ووضوح انه لن يقيل منهم بعد تدخل رأس الدولة ارتكاب أي مظاهر الشغب والعنف أو تكدير السلم المجتمعي ولو حدث ذلك فليس له معني سوي انهم يتاجرون بقضية الشهداء وهنا يجب علي الدولة الدفاع عن هيبتها وردعهم بأقصي العقوبات بتفعيل القوانين التي تجرم هذا السلوك المشين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف