الجمهورية
السيد البابلى
المؤتمر .. والتغيير الوزاري .. وصلاح
* الدولة كلها في حالة استعداد للمؤتمر الاقتصادي العالمي الذي سيعقد من أجل مصر في الفترة من 13 - 15 مارس في مدينة شرم الشيخ.
ورئيس الوزراء لا يتوقف عن الذهاب إلي شرم الشيخ للاطمئنان علي كافة الترتيبات والاستعدادات لنجاح المؤتمر وتأمين الوفود المشاركة ومصر كلها تعقد آمالاً كبيرة علي هذا المؤتمر. الذي لن يكون مؤتمراً للمانحين والمساعدات بقدر ما هو بداية جادة لدعم الاقتصاد وإقامة مشروعات قومية عملاقة باستثمارات ضخمة تفتح الباب أمام خلق وإيجاد فرص عمل جديدة.
ولكننا لا يجب أن نعقد كل آمالنا في الإصلاح الاقتصادي علي هذا المؤتمر وحده. والذي لن يكون آخر المطاف في جهود إعادة البناء والاقتصاد.
فلابد أن يكون واضحاً أن أحداً لن يبني مصر الجديدة إلا سواعد أبنائها واستثماراتهم وجهود رجال الأعمال الشرفاء الذين يجب تشجيعهم وحمايتهم وتوفير المناخ الآمن لاستثماراتهم وأن يحظوا أيضاً بالمكانة الأدبية اللائقة تقديراً لحرصهم علي توظيف واستثمار أموالهم في بلادهم وتحفيزاً لهم علي ضخ المزيد من الأموال وإقامة مشروعات جديدة.
لقد تعرض رجال الأعمال في بلادنا علي مدي الفترة الماضية للكثير من حملات التشويه والتجريح التي دفعت البعض منهم إلي الإحجام عن استثمار أموال جديدة أو التوقف عن العمل أو الانتقال للاستثمار في الخارج. وهو ما يحتاج إلي إعادة تصحيح للصورة السلبية والتأكيد علي مكانة رجال الأعمال والصناعة وقيمتهم الوطنية.
إننا في حالة انتظار وترقب لنتائج هذا المؤتمر الذي نأمل ألا يكون مؤتمراً دعائياً أو محاولة لتأكيد الاستقرار الأمني. وإنما مؤتمر يترجم فيه العالم دعمه لمصر في معركتها مع الإرهاب في شكل صفقات ومشروعات ومساعدات أيضاً.
* * *
وقد يكون التغيير الوزاري مقبولاً ومطلباً شعبياً وضرورة للمراجعة وتقييم الأداء.
ولكن ما ليس مفهوماً هو توقيت إعلان هذا التغيير دون انتظار لانتهاء أعمال المؤتمر الاقتصادي بعد عدة أيام. ودون ضرورة إلي استدعاء وزير كان في مهمة رسمية بالخارج. وكان ممكناً الانتظار لعودته بعد يومين بدلاً من أن يعلم بخبر استبعاده وهو في الخارج.
ومع ذلك فإن التحية واجبة لكل وزير ترك موقعه بعد أن حاول وبذل جهداً وأدي ما عليه في مرحلة اختلطت فيها كل الأمور. وضاعت معها كل المعايير.
* * *
والسياسة الإعلامية هي الموضوع الذي يستدعي الأولوية الآن. وأن تكون هناك مراجعات وتقييم للخطاب الإعلامي الحالي وتأثيره علي الرأي العام.
فنحن نخشي ونتخوف من رد فعل غاضب قد يصل إلي حالة من التطرف في مواجهة ما يثيره الإعلام من قضايا. وما يقدمه ويفرضه من شخصيات تستهزئ بالمشاعر العامة وربما بالأخلاقيات والثوابت الدينية والوطنية.
ولقد ازدحمت الساحة الإعلامية بالعديد من الغرباء الذين قفزوا علي هذه المهنة. وفرضوا رؤيتهم ومعاييرهم وخلافاتهم. فأشاعوا ونشروا مناخاً ساماً في أجواء من الكراهية. وتصفية الحسابات بعيداً عن محاولة رأب الصدع. وترميم الجسور.
* * *
وذهبت إلي إحدي الجامعات الإقليمية في لقاء مع طلاب ودارسي الصحافة والإعلام بها.. وسألتهم: هل منكم من يقرأ؟!.. هل تعرفون من هو طه حسين.. وماذا كتب عباس العقاد؟!.. هل سمعتم عن نوبل نجيب محفوظ.. ولماذا حصل علي هذه الجائزة؟!.. وهل تعرفون شيئاً عن يوسف إدريس وإحسان عبدالقدوس؟!!
وانتظرت طويلاً أن يكون من بينهم من قرأ لكل هؤلاء شيئاً. ومن فكر في أن يقرأ كتاباً خارج المقرر الدراسي.. ولم أجد أحداً. ولم أعقب أيضاً.. وعاشت ثقافة "أبوالليف".. وسعد الصغير. والراقصة التي ستؤسس حزب "حريات".. وكله يدلع نفسه!!
* * *
والحمد لله.. ربنا أرسل لنا محمد صلاح في الوقت المناسب. فالناس في المقاهي يتنافسون لحجز مقعد.. وكلما أحرز صلاح هدفاً. تعالت الصيحات. وتعانق الناس.. والناس سعيدة. فقد أصبح لدينا الأهرامات. وأم كلثوم. ونجيب محفوظ. ومحمد صلاح.. وراحت أيام الخطيب!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف