هل يضيع المحافظ وقته ويستنزف طاقاته وجهوده.. في الدفاع عن زوجته.. ويترك مشاكل الناس؟!
هاني المسيري محافظ الإسكندرية تلقي هجوماً مكثفاً يسئ إليه.. ويسخر منه.. بسبب حضور زوجته الاجتماعات الرسمية معه.. وتدخلها في شئون المحافظة.. وقصر ثقافة الشاطبي وهو ما أدي لاستقالة رئيس القصر.
وبعض شبكات التواصل الاجتماعي.. تنشر صوراً وفيديوهات.. تصور المحافظ وكأنه "رامبو" وهو يمارس رياضة الجري مفتول العضلات.. والوشم أو "تاتو" علي ذراعه.
المحافظ يرد بشجاعة الهجوم عن زوجته قائلاً.. "لا أدري أي مشكلة في أنشطة زوجتي.. والمرأة وعامة المجتمع.. واللي شايف ان معاه إثبات إدانة علي مراتي يطلعه علشان اتصرف معاه".
ويطرح المحافظ سؤالاً هل المجتمع يقبل أم يرفض نزول المرأة لميدان العمل في الوقت الذي تحتاج فيه الدولة لعطاء الجميع؟ ويؤكد المحافظ ان زوجته لم تخالف القانون.. أو تتعداه.. وأنه لن يكون الشخص الذي يكسر القانون.
ولكن الناس تتساءل: هل مصر نضبت من الكفاءات حتي يتم تعيين محافظ للعاصمة الثانية يحمل الجنسية الأمريكية.. ويفسح المجال لزوجته للتدخل في شئون المحافظة؟
في الحقيقة.. المحافظ يتحدث بتلقائية.. ويتصرف وفقاً لقناعته.. ولا يري غضاضة أو حرجاً لمشاركة زوجته مثل أي امرأة في العمل العام لخدمة المجتمع.
ولكن.. هل المحافظ يسمح لأي امرأة أخري.. بحضور الجلسات معه.. أو التدخل في شئون المحافظة أو قصر الثقافة؟!
وهل يسمح المحافظ هاني المسيري.. لامرأة أخري ان تجلس بجواره علي مائدة اجتماعات المحافظة.. مثل زوجته؟!
محافظ الإسكندرية.. لا ريب..لرجل مستنير.. شرب من الثقافة الأمريكية.. واعتاد علي حرية المرأة.. ويؤمن بحق المرأة في المشاركة المجتمعية والعمل العام.. ولكن هل العمل العام يقتصر فقط علي أنشطة المحافظ.. والجلوس علي مائدته.. والحديث باسمه كما يقول البعض.. أم ان زوجته إذا كانت ترغب في خدمة المجتمع والناس.. ينبغي عليها ان تمارس هذا الدور من خلال الجمعيات.. وما أكثرها في الإسكندرية.. وليس من خلال مائدة المحافظ؟!
ربما يكون محافظ الإسكندرية.. يتمتع بكفاءة عالية.. وخبرة نادرة.. وربما أيضاً يتسم بالوطنية وحب البلد.. وانه ينبغي ان يستفيد الوطن من أي خبرة وكفاءة.. ولكن جنسيته الأمريكية يمكن ان تعرضه لهزات.. أو تدفع به لدائرة الشبهات.. وهو ما حدث بالفعل.. فقد اتهمته نعمة عبدالعاطي رئيس جهاز أملاك الدولة بالإسكندرية باقالتها من منبعها ارضاء للقنصل الأمريكي الذي رفض طلبه بتخصيص قطعة أرض معينة للقنصلية الأمريكية بالإسكندرية.. رغم ان الرفض كان لدواع أمنية!
الإسكندرية تحتاج لمحافظ يتفرغ لحل مشاكل الناس.. وتطوير المناطق العشوائية.. وتحسين صورة عروس البحر المتوسط.. ولا يتفرغ للدفاع عن زوجته.. رغم احترامي للمحافظ المسيري وتقديري له.. لتمسكه بحق الدفاع عن زوجته.. انه زوج "وفي" ومحافظ رشيق يسير علي النهج الأمريكي وليس الاسكندراني!