الأخبار
فاطمة قنديل
فاطميات - إمبراطورية الأمناء !
الأمين أعطانا دروسا، مرة أخري، في تضحيات الشرطة من أجل الوطن، وهو أمر لا يمكن إنكاره بالطبع، لكن لاعلاقة له بضرب طبيب أثناء تأدية عمله، وأيا ما كانت الأسباب

في مداخلة هاتفية أجراها السيد اللواء، المتحدث الإعلامي لوزارة الداخلية، مع خيري رمضان في برنامج «ممكن»، منذ أيام، طمأن سيادة اللواء الإعلامي بأن السيدة المتسببة في تعطيل مترو الأنفاق قد تم تغريمها400 جنيه، ولأن المتحدث الإعلامي قد تناسي أن السيدة قد طالبت- وفقا للقانون- بنزول رجل يرافق زوجته من العربة المخصصة للسيدات، وتمسكت بهذا الحق، فما كان من مدير المحطة إلا أن استدعي السيد «أمين الشرطة» الذي لم يجد حلا إلا ما اعتاد عليه بأن صفع السيدة صفعة مدوية ثم «جرجرها» خارج القطار، لتعاقب بالغرامة! فقد سأله الإعلامي عما اتّخذ حيال أمين الشرطة، فأجاب اللواء بالعبارة الفضفاضة «الرنانة»: «من أخطأ سوف يحاسب». قبلها بأيام كنت أتابع «العاشرة مساء» للإبراشي،عرض البرنامج واقعة ضرب أمناء شرطة أطباء مستشفي المطرية، واقتيادهم بعدها إلي قسم الشرطة (وفيديوهات الواقعة تنتشر الآن علي مواقع التواصل لمن يرغب)، لأن أحد الأمناء قد جرح في رأسه، وتباطأ الطبيب في علاجه، كما زعم، فما كان منه إلا أن استدعي زملاءه، ليرفع أحدهم سلاحه «الميري» مهددا، الأطباء! وحسب شهادة الأمين «المعتدي»، فإنه أنكر الواقعة، وأعطانا دروسا عن الإهمال الطبي في مصر( وهو ما لا ننكره بالطبع لكن نقاشه لا يتم إلا في سياق ما هو مخصص للتعليم والصحة في ميزانية الدولة لا في سياق واقعة اعتداء! ومن المفترض أن يناقشه المتخصصون في الصحة والتعليم لا المتخصصين في الضرب!) بدأ الجرح صغيرا تحت الضمادة لكن الأمين أعطانا دروسا، مرة أخري، في تضحيات الشرطة من أجل الوطن، وهو أمر لا يمكن إنكاره بالطبع، لكن لاعلاقة له بضرب طبيب أثناء تأدية عمله، وأيا ما كانت الأسباب، ولاعلاقة له بأن تطلق يد الأمناء في ضرب المواطنين ثمنا لهذه التضحيات، ويبدو الأمر أقرب إلي «ابتزاز» عاطفي، لجمهور يقدر بالفعل ما يبذله الجهاز الشرطي من تضحيات حقيقية، لا تدخل واقعة ضرب الأطباء في سياقها، وإنما تعتبر»تشويها وابتذالا» لها، اختتم الأمين دروسه بالعبارة الرنانة: «من أخطأ سوف يحاسب». في مداخلة هاتفية لشاهد عيان من المطرية- كما يزعم- أدان الشاهد سيادة الأمين، فما كان منه إلا أن سأله: «أنت عندك أولاد؟» تلعثم الرجل مجيبا بنعم، وبسخرية فجة قال الأمين «ربنا يخلليهم لك»، لم يكن للعبارة معني إلا فيما فهمته، وفيما فطن إليه أحد المتصلين بالبرنامج بعدها، من تهديد ضمني للشاهد! علي صعيد آخر وعلي طريقة- أنا وأخويا علي ابن عمي- قام رائد شرطة بالتحري- أثناء البرنامج فيما يبدو- فوجد تغريدات لأحد الأطباء «المضروبين»، من عام 2013، يُستشف منها معارضته للسلطة الحالية، وعلي الفور تم اتهامه بأنه «إخوان»، وتم تحويل البرنامج من واقعة ضرب وسوء استخدام للسلطة إلي صراع الشرطة مع الإرهاب! كدت أبكي وأنا أسمع الطبيب وهو يدفع التهمة عن نفسه(لا تنس أنه المجني عليه!) في صوت هستيري لم نستطع تبين ما يقوله، صوت كالعواء، عرفنا بعدها أن الطبيب الشاب أصيب «بانهيار عصبي» بينما يجلس «الأمين» هادئا وممددا قدميه في استرخاء! في الوقت الذي قرر فيه الأطباء إغلاق الاستقبال في المستشفي إلي أن يتم استدعاء الأمناء المتهمين إلي النيابة، كان هناك «السيد الأمين»أيضا، يصفع ممرضة في مستشفي بالبحيرة، لأنها تسترت علي تقاعس أحد الأطباء عن إسعاف نجله - وهو ما ينبغي محاسبته بالقانون- لكن الأمين- المنوط به تنفيذ القانون- لجأ لما أصبح متعارفا عليه من قبل السادة الأمناء من ركل وسب وصفع...إلخ. في الوقت نفسه أيضا، تم فتح المستشفي بأمر النائب العام، وهوجم الأطباء لإضرابهم عن العمل، بينما أغلق السادة الضباط والأمناء «قسم دار السلام» بالجنازير، وأضربوا عن العمل لاعتراضهم علي نقل المأمور! ولم نسمع هجوما واعتراضا علي تعطيل مصالح الناس! ختاما: رجاء عدم نشر اسمي علي هذا المقال، حتي «لايصفعني» أحد أمناء قسم الهرم التابع له سكني، ودمتم!

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف