جمال المكاوى
أمل جديد في مؤتمر الاقتصاد
الله عز وجل يحب هذا البلد.. مهبط الأنبياء ومساجده تحتضن جثامين أهل البيت والصالحين.. أنت تريد وأنا أريد والله عز وجل يفعل ما يريد من أجل صالح هذا البلد الطيب الصابر مطمع كل الذئاب.
- لماذا هذا الكلام؟؟
- لأننا في عجالة من أمرنا نريد برلمانا بسرعة لتكملة خارطة الطريق بلا راعي.. كما كتبنا.. لابد من التأكد أولا بأن كل خطوات العملية الانتخابية قانونية دستورية سليمة مائة في المائة.. لم نعد كما سبق أن قلت لم نعد نملك "رفاهية" ضياع الوقت ولا مصاريف وإنفاق بلا ضمير.. لذا كان يجب تأجيل الانتخابات.
ولكن هناك - في اعتقادي - سبب آخر أهم لمصلحة البلد من أجله تأجلت الانتخابات بقرار من السماء.. سبب لم يخطر علي عقول وقلوب البشر.. ألم أقل لكم أن الله عز وجل يحب هذا البلد التي ذكرها كثيراً في كتابه الخالد الكريم؟
كان يجب أن ننتظر أيضا المؤتمر الاقتصادي وما يسفر عنه من نتائج.. ثم نبدأ نفكر في تغيير جذري لهيكلة الدولة.. إدارياً.
نعم الوزارة الحالية تعمل ليل نهار.. من بعد صلاة الفجر حتي قرب صلاة الفجر.. تعمل 24 ساعة بدناميكية وإخلاص وضمير.. ولكن ليس هذا هو كل شيء.. لابد من التغيير الجذري العاجل.
الدول الكبري بنت نفسها بأسلوب عمل مختلف عنا تماماً.. أسلوب ليس فيه الروتين وكذا وثلاثون وزارة وموظفون يقرآون الصحف ويشربون القهوة وينصرفون لقيادة تاكسي أو كبائع أو عامل في قطاع خاص..!!! الموظف معزور.. لكن أيضا البلد معزور.
لا توجد بلد كبري ولا أيضا حتي صغري التليفزيون والإذاعة عبء علي الخزانة!!!... يجب أن تكون أحد ممولي الخزانة.
لا توجد بلد كبري ولا حتي صغري الرياضة عبء علي الخزانة..!! كل الدول تكسب كثيراً من الرياضة.. وأيضاً تكسب البطولات ونحن نصرف "دم قلبنا" علي الرياضة ولا نحقق أي مكسب.. المنظومة خطأ يجب اصلاحها.
لا توجد بلد وسائل مواصلاتها تقتل أفراد الشعب بأرقام قياسية نتيجة حوادث متتالية متلاحقة منذ سنوات طويلة فتخسر الدولة ابناءنا وتعويضات لأسرهم ومصاريف تصليح ما افسدته الحوادث..!! مش معقول..!!
لا توجد بلد تحصل فيها علي احكام بعد "عمر طويل" ثم يقوم بتنفيذها احفادك واحفاد احفادك.. يحدث هذا منذ سنوات طويلة ولا أمل في الاصلاح!!
حتي الميزة الضخمة التي كنا نتمتع بها ونعيش من خيرها.. وهي أننا بلد زراعي لا ينافسنا أحد.. كنا "سلة قمح العالم" أمريكا تتسول باخرة قمح لجيشها في كوريا عام 1950 كنا محتكري "القطن طويل التيلة" الذي يدير كل مصانع أوروبا.. حتي مصانع فرنسا للروائح والكولونيا والبارفان كانت تعتمد اعتماداً كليا علي مزارع المرحوم أحمد حمزة وزير التموين صاحب أكبر مزارع ورد وفل وياسمين في العالم.
***
الامثلة كثيرة.
أقول باختصار نحن مازلنا نسير في نفس السياسة والهيكلة والروتين القديم.. بل زاد واستفحل وفوجئنا بوزارات تضم أكثر من ثلاثين وزيراً.. أرقام قياسية!!! لو كل وزير تكلم عشر دقائق.. سيستغرق الاجتماع 400 "أربعمائة" ساعة!!! وأكثر بلا استراحة!!!!.. باختصار يجب ان ننتهز فرصة مؤتمر الاقتصاد لكي نرسم سياسة جديدة تماماً.. وإلي الغد بإذن الله تعالي.